برلين (زمان التركية) – اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تركيا بغضّ الطرف عن انتهاكات ارتكبتها فصائل مسلحة سورية تدعمها أنقرة في “المنطقة الآمنة” شمال شرق سوريا، تشكل “جرائم حرب”.
واتهم تقرير صادر اليوم الأربعاء عن “رايتس وتش” فصائل “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا بتنفيذ إعدامات خارج القانون ومنع عودة العائلات الكردية النازحة، ونهب ممتلكاتهم واحتلال منازلهم بصورة غير قانونية، في المناطق الخاضعة لسيطرتها تركيا.
وقالت مسئولة بالمنظمة إن تركيا تغض الطرف عن الانتهاكات طالما أنها تسيطر على المنطقة.
قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “الإعدامات، ونهب الممتلكات، ومنع عودة النازحين إلى ديارهم هي أدلة دامغة على أن (المناطق الآمنة) المقترحة من تركيا لن تكون آمنة. خلافا للرواية التركية بأن عمليتها ستنشئ منطقة آمنة، فإن الجماعات التي تستخدمها لإدارة المنطقة ترتكب انتهاكات ضد المدنيين وتُميز على أُسس عرقية”.
وأطلقت تركيا في التاسع من الشهر الماضي عملية “نبع السلام” العسكرية المشتركة بين الجيش التركي و”الجيش الوطني” في شرق الفارت التي كانت خاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
قالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي لسلطات الأمر الواقع في المناطق التي وثّقت فيها هذه الانتهاكات ضمان محاسبة المسؤولين، والعودة الآمنة للأشخاص إذا رغبوا في ذلك، وعدم حرمان أي شخص من حق العودة على أساس عرقه أو هويته. وينبغي للحكومة التركية وقف مساعداتها العسكرية لفصائل الجيش الوطني السوري المسؤولة عن هذه الانتهاكات.
قالت ويتسن: “تتغاضى تركيا عن السلوك المشين الذي تظهره الفصائل التي تسلحها. طالما تسيطر تركيا على هذه المناطق، عليها تحمُّل مسؤولية التحقيق في هذه الانتهاكات ووقفها”.
ووفقا للأمم المتحدة، أدى التوغل في البداية إلى نزوح 200 ألف شخص على الأقل، عاد منهم حتى الآن نحو 100 ألف. عاد نصفهم تقريبا إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من تركيا والقوات المسلحة التركية في تل أبيض وعين عيسى وسلوك.
وقال التقرير إنه في فيديو يمكن رؤية رجال مسلحين يعرّفون بأنفسهم على أنهم عناصر في الجيش الوطني السوري، ويطلقون النار من بنادق رشاشة على شخص على جانب الطريق. حدد موقع “بيلينكات” للتحقيق مفتوح المصدر أن قوات “أحرار الشرقية”، وهي فصيل من قوات الجيش الوطني، كانت في كل من إعدام خلف والقتل الذي يظهر في الفيديو الثاني. نفت أحرار الشرقية ضلوعها في أعمال القتل.
في حالة أخرى، قال أحد أقارب متطوعي الهلال الأحمر الكردي الثلاثة وزميلان لهم إن فصيلا من الجيش الوطني لم يتمكنوا من تحديده أخبرهم بأنهم احتجزوا المتطوعين في 11 أكتوبر/تشرين الأول. قال طبيب كان يعمل في المستشفى الذي كانوا يعملوا به لـ هيومن رايتس ووتش إنه فقد الاتصال بالفريق المتطوع – سائق سيارة إسعاف وممرضتان – الذي ذهب إلى بلدة سلوك لتقديم الخدمات الطبية بعد هجوم 11 أكتوبر/تشرين الأول.
أكد للمنظمة ثلاثة من الكرد المقيمين في تل أبيض الذين نزحوا بسبب القتال في 9 أكتوبر/تشرين الأول أن ممتلكاتهم كانت محتلة بشكل غير قانوني. قالوا إن جيرانهم العرب اتصلوا بهم وأخبروهم أن منازلهم نُهبت، وأن مقاتلي الجيش الوطني سكنوا في منازلهم أو أسكنوا عائلات عربية مهجرة فيها بين 14 و18 أكتوبر/تشرين الأول. قال رجل سوري كردي مهجر يملك متجرا في تل أبيض إنه في 18 أكتوبر/تشرين الأول، رأى صورا لمتجره تحمل عبارة “محجوز لصالح أحرار الشرقية”، وقال إن أحد الجيران العرب الذين عرض عليهم المقاتلون بعضا من ممتلكات الرجل أخبره أن أحرار الشرقية نهبوا كل شيء وحاولوا بيعه.
–