أنقرة (زمان التركية) – استنكر رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال كليجدار أوغلو، تصريحات المرشح الرئاسي السابق محرم إينجه بوجود عصابة داخل الحزب وذلك خلال رده على ادعاءات لقائه بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالقصر الرئاسي.
وأوضح كليجدار أوغلو أن حزب الشعب الجمهوري هو حزب أسسته ما أسماه “كوادر القوى القومية”، وأنه يتوجب النظر إلى القصر الرئاسي والأوساط المقربة له في حال البحث عن العصابة المزعومة داخل حزبهم.
وفي حديثه مع مراسل صحيفة (سوزجو)، سايجي أوزتورك، طالب كليجدار أوغلو أعضاء الحزب بالتعامل بحذر، زاعما تورط شخصيات إعلامية وسياسية في المؤامرة ضد الحزب لكنه لن يكشف عن هوياتهم.
وأضاف كليجدار أوغلو أن الحزب الجمهوري برز بكونه الحزب الوحيد الذي تُعلق عليه الآمال في حل المشكلات، وأن الأوساط المقربة للقصر الحاكم الراغبة في عرقلة تقدم الحزب نحو السلطة دبرت مكيدة ضد الحزب.
أضاف: “سندحض المكائد بالتكاتف. أقولها منذ أشهر إن الجدل بشأن ادعاءات لقاء أردوغان أحد تلك المكائد. باختصار النموذج الأخير هذا مكيدة لكننا سنتجاوز كل المكائد وسنواصل المضي قدما. سندحض هذه المكائد بالتكاتف، فتكاتف الحزب مهم جدا في هذه المرحلة.
وأكد كليجدار أوغلو أن أعضاء الحزب أظهروا تكاتفا شديدا في هذا الأمر، قائلا: “لا يتمتع أحد برفاهية السقوط في مكائد القصر الحاكم، فهمنا هو تطوير حلول للمشاكل القائمة.. خلق فرص عمل للعاطلين وضمان تحقيق المزارعين والتجار أرباحا تكفي لحياة كريمة. هناك مئات الآلاف من المدرسين الذين ينتظرون التعيين. وعدنا هو إيجاد حل لمشاكلهم وخلق اقتصاد منظم سيحقق ربحا للصناعيين”.
ورفض المرشح الرئاسي السابق في تركيا، محرم إينجه، الادعاءات المثارة حول طلبه الدعم من الرئيس رجب أردوغان للإطاحة بزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو، المعروف بمعارضته الشرسة لأردوغان، وحرص على تكذيب الادعاءات التي أطلقت ضده، قائلًا في تصريحات تلفزيونية: “من يذهب إلى قصر أردوغان غبي”.
محرم إينجه ذكر اسمه في الفترة الأخيرة، بالتزامن مع الادعاءات التي أطلقها الكاتب الصحافي في جريدة “سوزجو” رحمي توران، عن زيارة أحد القيادات في حزب الشعب الجمهوري المعارض لأردوغان في قصر الرئاسة للحصول على دعم للإطاحة برئيس الحزب المعارض الأول كليجدار أوغلو.
إينجه وصف الأمر بـ “المؤامرة”، وقال في حوار على قناة “خبر تُرك”: “أنا إنسان يحاول حماية شرفه وعرضه. أنا إنسان تحاك ضدي مؤامرة. أنا من يتعرض لإهانة وتجاوز في شرفي وعرضي”.
وقال إينجه: “إذا كان هناك من ذهب إلى قصر أردوغان، فهي واقعة ينعدم فيها الشرف. وعندما يقولون أنت من فعلت ذلك، فإنهم بذلك يلطخون شرفي”.
وأوضح أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا بكليجدار أوغلو وأكد له أنهم يحاولون إحداث وقيعة في الحزب، قائلًا: “قلت له: اخرج وقل إني أثق في إينجه والآخرين الذين ارتبطت أسماؤهم بهذه الواقعة، وأن كل ذلك كذب، وإلا فالأمر سيزداد وخامة. طلبت منه بإصرار أن نلتقي. لو كان كليجدار أوغلو قال إنه يؤمن بأن أي شخص من أعضاء الحزب لا يقوم بذلك، لكان الموضوع قد انتهى”.
وأكد إينجه أنه سيلجأ إلى القضاء، قائلًا: “أنا المستهدف من ذلك. ولكن المنتفعين من ذلك داخل الحزب، ويفعلون ذلك ضدي، سيحدث لهم ذلك أيضًا في يوم ما”.
وكان الصحفي رحمي توران زعم في مقال له أن أردوغان استقبل سياسيًّا بارزًا من حزب الشعب الجمهوري وحاول إقناعه بالترشح لرئاسة الحزب المعارض، “نظرًا لأن مصالح تركيا الحالية تتطلب ذلك”، متعهدًا ببذل كل جهد لضمان فوزه بمنصب رئيس الحزب.
ويلقب كليجيدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، بأنه زعيم المعارضة في تركيا، ويعرف عنه معارضته الشرسة لأردوغان، ويمتلك حزبه ثاني أكبر كتلة في البرلمان بعد حزب العدالة والتنمية الحاكم. وزادت شعبية الحزب المعارض بعد أن هزم حزب أردوغان في البلديات الثلاث الكبرى خلال انتخابات مارس/ آذار الماضي.
–