إسطنبول (زمان التركية) – توفي مؤخرًا الجنرال يشار بويوكانيت، الذي شغل منصب رئيس أركان الجيش التركي سابقا، إلا أنه يبدو أن أسراره لم تدفن معه، وإنما ائتمن عليها ابنته.
الكاتب الصحافي جان أتاكلي، زعم في مقال له بجريدة “كوركوسوز”، أن يشار بويوكانيت، الذي عرف بـ”بيان الانقلاب الإلكتروني” في 27 أبريل/ نيسان 2007، عهد بأسراره لابنته قبل أن يموت، ومن بين تلك الأسرار تفاصيل لقائه مع أردوغان في قصر دولمه بهتشه الذي قال عنه أردوغان إنه سيبقى مضمومه سرا حتى الموت.
في عام 2007، عارض قائد القوات المسلحة الجنرال يشار بويوكانيت، تولي عبد الله غول، مؤسس حزب العدالة والتنمية، رئاسة البلاد. وعاد الجنرال مرة أخرى ليحاول التدخل في تحديد مهام الحكومة. الأمر الذي أشار إلى وجود صراع بين حزب العدالة والتنمية والجيش.
وبعد شهر واحد من تدخل الجنرال بويوكانيت، باشرت الحكومة تحقيقا جنائيا مطولا وعالي المستوى في القضية التي عرفت باسم أرجنكون -الدولة العميقة.
أتاكلي نشر مقالًا أمس الجمعة، بعنوان: “يشار بويوكانيت كتب كل شيء”، زاعمًا أنه كتب أسراره وتركها إلى ابنته.
وقال أتاكلي: “أردوغان كان قد صرَّح أن تفاصيل لقائه مع بويوكانيت ستظل سرًا حتى الممات. ولكن إذا كنا في دولة قانون، لا يمكن أن يكون أي لقاء يجريه مسؤولو الدولة سرًا، وبالتأكيد يتم تدوينه في محضر للقاء. ولكن ما أفهمه أنه لم يتم ذلك”.
وأضاف: “خلال اللقاء قدَّم أردوغان وثائق شخصية ليشار بويوكانيت، ويقال إن الألاعيب التي مورست ضد الجيش من تنظيم أرجنكون -الدولة العميقة- بدأت بعد هذا اللقاء”.
وأوضح أن أحد المصادر أكد له أن بويوكانيت كتب كل شيء بخط يده، قائلًا: “لقد سلَّم ابنته كل ما كتبه. ولكنه لم يوصِها بالكشف عما كتبه بعد وفاته. ولكنه أوضح أنه لا مشكلة من الإفصاح عنها إذا لزم الأمر. وقال إنه من الممكن أن تنشر كتابًا”.
وكان عبد القدير أوزكان، مستشار رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم اعترف بأن رئيس الأركان العامة “ياشار بويوك آنيط” أقنع أردوغان بخطر حركة الخدمة وضرورة القضاء عليها في اجتماع عقده الطرفان في 4 مايو/ أيار 2007، وأكدا للصحفيين في ختامه “أن مضمون الاجتماع سيبقى سرًا حتى الموت، إن لم يكشف عنه الطرف الآخر!”.
هذه الجملة الشرطية من الطرفين كانت تشير إلى “ليّ ذراع” و”مساومة” وقعت بين رئيس المؤسسة العسكرية ورئيس السلطة السياسية خلف الستار. وهناك تسريبات دولية تؤيد ذلك.
أول من تكلم عن هذا الاجتماع التاريخي كان النائب من حزب الشعب الجمهوري “فكري ساغلار”، حيث زعم أن أردوغان وضع أمام بويوك آنيط ملفات تتضمن معلومات مكتوبة ومصورة عن أفراد عائلته.
في حين زعم كل من “إدريس بال”، النائب السابق من حزب أردوغان، ووزير الداخلية الأسبق “إدريس نعيم شاهين”، رفيق درب أردوغان منذ أيام رئاسته لبلدية إسطنبول، أن بويوك آنيط هو الآخر أظهر لأردوغان عديدًا من الملفات الخاصة به وبأفراد من عائلته وبعض وزرائه، ثم هدّده وطالبه بتنفيذ “المشروع” الذي يقترحه تحت إشراف “فريق خاص” مكون من الخبراء.
ويلفت مستشار رئيس الوزراء المذكور إلى أنه: “كان من المخطط إطلاق عمليات ضد حركة الخدمة في 2007، لكن لما انطلقت الحملات الأمنية في إطار قضية أرجنكون بعد شهرٍ من هذا الاجتماع تأجلت تلك العمليات بالضرورة إلى وقت لاحق”. وهذا ما أيده “بلجين بالانلي”، أحد الجنرالات المحكوم عليهم في قضية أرجنكون.
فيما زعم المدون التركي المشهور على تويتر “فؤاد عوني” أن أردوغان كان واثقًا من نفسه عندما ذهب إلى قصر “دولما باهتشة” للاجتماع مع رئيس الأركان، إذ كان بحوزته ملفات كفيلة بالقضاء على بويوك آنيط، لكنه أكد أن بويوك آنيط كان قد توصل إلى معلومات ووثائق صادمة في الغرفة السرية لرئاسة الأركان العامة حول الشجرة العائلية لأردوغان، وعلاقاته بالتنظيمات الراديكالية في أيام شبابه، وشبكة الرشوة والفساد التي أسسها عندما كان رئيسًا لبلدية إسطنبول.
–