إسطنبول (زمان التركية) – على الرغم من حالة الغضب والتنديد المتسعة على الساحة الدولية بسبب عملية “نبع السلام” التي تشنها تركيا على شمال شرق سوريا، إلا أن الرئيس رجب أردوغان استطاع أن يوظفها ذلك في وقف تآكل شعبية حزبه الحاكم.
استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن العملية العسكرية “نبع السلام” صبت في مصلحة أردوغان وحزبه، خاصة وأنه قدمها من اتجاه قومي على أنها حرب ضد تنظيمات إرهابية تهدد أمن واستقرار البلاد، غير أن نسبة ارتفاع التأييد لم تكن كما يرغبها أردوغان.
تسريبات من داخل الحزب، تتحدث أيضا عن أن أردوغان سيلجأ إلى استخدام ورقة التعديلات الوزارية لوقف تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، التي تأثرت كثيرا بنتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي صبت في مصلحة الأحزاب المعارضة.
وأوضحت مصادر داخل الحزب الذي يشهد صراعات داخلية كبيرة، بسبب الحملات الإلكترونية التي تقودها مجموعة “البجع” ضد معارضي أردوغان داخل العدالة والتنمية، أن وزير العدل عبد الحميد جول ووزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارناك سيكونان أول المطاح بهما في التعديل الوزاري، بسبب غضب المجموعة منهم.
وأشارت المصادر، إلى أن الحزب من الداخل، بدأت فيه أصوات تتهم الوزير “جول” بالتعاطف مع حركة الخدمة، التي تعتبرها الحكومة إرهابية، خاصة مع صدور العديد من القرارات القضائية لصالح أفراد ينتمون إلى الحركة.
أحد القيادات في الصفوف العليا لحزب العدالة والتنمية، رفض الكشف عن اسمه، أكد أن موجة الانشقاق عن الحزب مستمرة، خاصة بعد خسارة انتخابات المحليات الأخيرة، قائلًا: “أظهرت نتائج استطلاعات الرأي التي أجريناها ذلك. بالرغم من دعم الشعب لعملية نبع السلام، إلا أن ذلك لم ينعكس بشكل مؤثر على استطلاعات الرأي”.
وأشار إلى أن أردوغان لم يعد لديه الجديد ليقدمه للرأي، بل انتهى رصيده في هذا الصدد، لذلك يلجأ إلى الحديث عن الماضي وما قدمه في السابق، قائلًا: “حتى الحديث عن أزمة البقاء، لم يعد لها تأثيرها. عليه أن يطور خطابًا جديدًا”.
وأكد أنه مع الوقت تزداد احتمالات إجراء التعديلات الوزارية، فإن “الصراعات داخل الحزب وصلت إلى مرحلة تستوجب إجراء تعديلات وزارية. ولكن لن يحدث هذا التعديل قبل عام 2020”.
–