محمد كاميش
سَعَت جريدة” زمان” التركية للوقوف إلى جانب الحق والعدل منذ تأسيسها قبل 27 عامًا، لكنها أصبحت اليوم تنتظر شنّ حكومة حزب العدالة والتنمية عملية ضدها بعدما صنّفتها ضمن “الكيان الموازي”، بين ليلة وضحاها، لطرحها سؤالًا مفاده “إلى أين تسير تركيا؟”.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]يتحدث البعض عن تنفيذ عملية ضد محرري الصحيفة وكتّابها في حين أنهم لم يرتكبوا أي جرم ينصّ عليه القانون، وذلك فقط لأنهم طرحوا سؤالًا وجب على الجميع طرحه بصوت أعلى كل يوم. لكن ليعلم الجميع مِن أصدقاء وأعداء أننا لا نخاف – بعون الله ومدده – من اعتقال أو دعاوى يرفعونها ضدنا، وأننا سنواصل طرح سؤال “إلى أين تسير تركيا؟” بأعلى صوتنا.[/box][/one_third]يتحدث البعض عن تنفيذ عملية ضد محرري الصحيفة وكتّابها في حين أنهم لم يرتكبوا أي جرم ينصّ عليه القانون، وذلك فقط لأنهم طرحوا سؤالًا وجب على الجميع طرحه بصوت أعلى كل يوم. لكن ليعلم الجميع مِن أصدقاء وأعداء أننا لا نخاف – بعون الله ومدده – من اعتقال أو دعاوى يرفعونها ضدنا، وأننا سنواصل طرح سؤال “إلى أين تسير تركيا؟” بأعلى صوتنا.
أما أكثر شيئء يفرحنا فهو الدعم الذي قدّمه قرّاؤنا للصحيفة وتصميمهم على تقديم هذا الدعم! إذ لم يتراجعوا أي خطوة إلى الوراء، بالرغم من تعرّضهم للتصنيف حسب انتماءاتهم لسنوات، والطرد من مناصب شغلوها بالدولة، وتعرّضهم لإرهاب وزارة المالية في أعمالهم التجارية. بل أقول إنهم يعتبرون أكبر ضمانة للديمقراطية في تركيا.
ما إن سمع قرّاؤنا بهذه الواقعة أمس الأول حتى تدفقوا على مقر الصحيفة، ولم يبرحوا المكان تقريبًا حتى ساعات الصباح، على الرغم من الأجواء الباردة والممطرة. ثم هرعوا في اليوم التالي إلى قصر تشاغلايان العدلي الذي تحدث البعض عن أنه سيكون مركز انطلاق العملية ضد صحيفة” زمان”. ولم تثنِهم الأمطار الغزيرة والبرد القارس والرياح العاتية – قيد أنملة – عن بذل الجهد في سبيل الدفاع عن قضية يؤمنون بها.
وفي الوقت الذي يقول فيه المسؤولون في أنقرة “انتظروا نعمل حاليًا على تطوير “مشروع” وسنسند إليهم جميعًا جرائم في المستقبل القريب”. لكنهم – في الواقع – يحاولون أن يقولوا ما يلي: “نحن نعد لهم فخًا سنقول إنهم فعلوا أشياء لم يفعلوها وإنهم ارتكبوا جرائم لم يرتكبوها. ولن ندع شيئًا إلا وسنلصقه بهم. وجدنا قضاة ومدعين عموم وشكّلنا المحاكم فالقاضي قاضينا والنائب العام منّا!… وإننا سنسجنهم وسنصادر ممتلكاتهم وإن لم يرتكبوا أية جريمة منصوص عليها في القانون”.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]لماذا تتعرّض صحيفة” زمان” لعملية إرهاب وتخويف؟ تتعرّض لأنها تذكّر الشعب التركي بالكلمات التي قطعتها حكومة حزب العدالة والتنمية على نفسها قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت يوم 12/6/2011. ولأنها تريد الوفاء بعهد تأسيس سيادة القانون بشكل كامل. ولأنها تدافع عن المبدأ الذي يقول إن بيت المال ليس وسيلة للثراء، ولإيمانها بأن تفوق أهل السنة نابع من حساسية أبي بكر الصديق وعدل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ولأنها تطرح سؤالًا مفاده “كيف حوّلتم بيت المال إلى مزرعة ملْك لأبنائكم وأنصاركم؟”. تتعرّض صحيفتنا لحملة موجَّهة لأنها تطرح وتردد أسئلة حول هذه الأمور الغامضة.[/box][/one_third]يظنون أن بإمكانهم قمع الناس بهذه الطريقة لكن لا أحد يخاف كما لا يسايرهم أحدٌ للنجاة من بطشهم. وسيواصل كتاب” زمان” ومحرروها طرح سؤال “إلى أين تسير تركيا؟”، بعزيمة وإصرار. ذلك أن ما نشهده حاليًا ليس صراعًا بين جماعة الخدمة والحكومة، بل هو نقاش حول ما إذا كانت تركيا “دولة استبدادية رخصية” أم لا.
لو كانت هذه القضية تخصّنا نحن فقط، لكنا قد صمتنا من أجل مصلحة هذا الوطن. لو كانت القضية متعلقة بجماعة الخدمة لكنا سكتنا وانسحبنا وحتى رضينا بدخول السجن. وليس لدينا أدنى مشكلة لو اختفينا من على مسرح الأحداث وقضينا ما تبقى من عمرنا في نادينا إذا كانت تركيا ستتحوّل إلى دولة قانون أكثر عدلًا وديمقراطية.
إذا ذهبنا نحن أدراج الرياح، ألن يدَان أو يستبعَد أحدٌ في تركيا جرّاء أفكاره أو معتقداته أو انتمائه؟ هل سينتهي الفساد والسرقة والظلم والوقاحة؟ وهل سيتورّعون عن مواصلة السرقة واستغلال النفوذ والسلطة؟
لماذا تتعرّض صحيفة” زمان” لعملية إرهاب وتخويف؟ تتعرّض لأنها تذكّر الشعب التركي بالكلمات التي قطعتها حكومة حزب العدالة والتنمية على نفسها قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت يوم 12/6/2011. ولأنها تريد الوفاء بعهد تأسيس سيادة القانون بشكل كامل. ولأنها تدافع عن المبدأ الذي يقول إن بيت المال ليس وسيلة للثراء، ولإيمانها بأن تفوق أهل السنة نابع من حساسية أبي بكر الصديق وعدل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ولأنها تطرح سؤالًا مفاده “كيف حوّلتم بيت المال إلى مزرعة ملْك لأبنائكم وأنصاركم؟”. تتعرّض صحيفتنا لحملة موجَّهة لأنها تطرح وتردد أسئلة حول هذه الأمور الغامضة.
لكن هيهات! نحن نعلم أن يوسف سيخرج من الجُبّ مهما فعل الكارهون. فهذا مكتوب في قدره. وأما نحن، بصفتنا كتّاب هذه الصحيفة ومحرريها، وكذلك قرّائها الكرام الذين يدعمونها، نحدد صفوفنا. وليعملوا أننا سنقف في صف موسى عليه السلام.