عمان (زمان التركية) ـــ قال وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب، إنه لا حاجة لبذل الجهد لإثبات علاقة الرئيس التركي رجب أردوغان بتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدًا أن أردوغان استخدم داعش ضد حركة الخدمة.
وقال الوزير السابق صالح القلاب في مداخلة مع قناة “العربية”: “المعروف منذ البدايات أن القاعدة وطالبان موجودان في باكستان وداعش موجود في تركيا”.
أضاف القلاب: “أردوغان تحالف مع داعش ضد جماعة جولن الموجود في الولايات المتحدة. الآن في السجون التركية 80 ألف معتقل غير القتلى، بحسب الأرقام التي تقدمها السلطات التركية. داعش كانت حليفا لأردوغان”.
وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب: #أردوغان تحالف مع #داعش ضد جماعات غولن pic.twitter.com/rvgR1Iqdi4
— العربية (@AlArabiya) November 5, 2019
واعتبر القلاب أن تركيا صارت “ساحة داعش” تتحرك فيها عناصر التنظيم كيفما تشاء ويمكن أن تصل من خلالها إلى أوروبا، موضحا أنه يقصد أردوغان بحديثه عن تركيا و لا يقصد الإساءة للشعب التركي الشعب التركي.
وشنت أنقرة حملة واسعة ضد حركة الخدمة بدأت عام 2013 مع تكشف فضائح الرشوة والفساد المتورط بها رجال من حكومة الرئيس التركي رجب أردوغان، حيث اعتبر قضية الفساد والرشوة التي فتحتها النيابة العامة محاولة انقلابية تقف وراءها حركة الخدمة، على حد زعمه.
وفي عام 2016 اتهمت تركيا حركة الخدمة بالمسئولية عما سمي بانقلاب فاشل في 15 يوليو/ تموز من العام ذاته، بينما نفت الحركة على لسان ملهمها فتح الله جولن، مطالبة في الوقت ذاته بتحقيق دولي في أحداث الانقلاب دون استجابة من أنقرة.
وعقب عملية القضاء على زعيم تنظيم داعش في مدينة إدلب شمال سوريا الخاضعة للنفوذ التركي، والتي تمت نهاية الشهر الماضي، تزايدت الاتهامات الموجهة إلى أنقرة برعاية التنظيمات الإرهابية وتوفير الدعم والتمويل لها.
وكان أبو منصور المغربي، الملقب بـ”سفير داعش لدى تركيا” اعترف في وقت ستبق بأنه اجتمع بعناصر من المخابرات التركية في العاصمة أنقرة قبيل المحاولة الانقلابية، كما ظهر أن معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة سابقًا، اجتمع برئيس الشؤون الدينية التركية في مقر المخابرات التركية عشية المحاولة الانقلابية.
مليشيات داعش
وكان المسؤول رفيع المستوى السابق في وزارة الدفاع الأمريكية الكاتب المعروف مايكل روبين ادعى أن قتل المدنيين في ليلة الانقلاب جرى على يد مليشيات شركة “صدات” الأمنية المقربة من أردوغان، والتي وفرت الدعم اللوجستي للجهاديين في سوريا على مدار السنوات الماضية.
وتبين من خلال تسجيلات مصورة انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة عام 2018 أن سيارة إطفاء تابعة لإحدى البلديات في إسطنبول حملت “قناصًا” على متنها، ثم موضعته في مكان عال يطلّ على جسر إسطنبول بحيث يمكّنه من إطلاق نيران من أجل الإيقاع بين العسكريين والمدنيين وإشعال فتيل أحداث الشغب والفوضى في البلاد قبيل بدء أحداث الانقلاب الفاشل.
وعلى الرغم من أن السلطات التركية تنفي وجود قناص أو استخدام مواطنين مدنيين السلاح ليلة الانقلاب الفاشل، إلا أن أحد المواطنين في مقطع فيديو آخر تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا يقول عند سماع دوي إطلاق النيران: “أصوات النيران الخفيفة هذه تصدر من الأسلحة التي يستخدمها مواطنونا المدنيون ضد الانقلابيين”.
ويرى محللون أن الاستهداف المتعمد للمدنيين خلال انقلاب 2016 لم يسبق له مثيل في تاريخ الانقلابات العسكرية في تركيا، وقد ساعد هذا أردوغان في توظيف قتل المدنيين كعنصر رئيس في إيصال رسالة محاولة الانقلاب، مشددين على أن دعوة الشعب التركي للنزول إلى الشوارع بدلا من القوات الأمنية ليلة الانقلاب، وتوزيع أسلحة عليهم واستخدامها ضد الطلبة العسكريين العُزّل، وقصف مقر البرلمان وحديقة القصر الرئاسي بشكل صوري ساعدت أردوغان على تشكيل الصورة التي يريدها من أجل إضفاء صبغة حقيقية على روايته الرسمية للأحداث، كما فعل من قبله أدولف هتلر الذي أحرق البرلمان الألماني لإطلاق حركة تصفية شاملة ضد معارضيه.
–