إسطنبول (زمان التركية) – دعا صحفي تركي الرئيس التركي رجب أردوغان إلى الاعتذار للأكراد على خلفية وصفه إياهم بـ”الكفار”، في تصريحات أدلى بها في أحد مساجد إسطنبول، مؤكدًا أن الرئيس التركي خضع لرغبات أمريكا وروسيا في سوريا.
وكان الرئيس أردوغان أثار موجة غضب بتصريحاته خلال خروجه من صلاة الجمعة في مسجد جامليجا بإسطنبول عندما قال: “سنكون رحماء بيننا وأشداء على الكفار”.
وقرأ أردوغان آيات من سورة “الفتح”، ثم قام بتفسيرها باللغة التركية أمام المصلين الذين كانوا حاضرين إلى جانبه في المسجد.
وفسر أردوغان الآية التي تقول: “محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم”، قائلا إن “الله يأمرنا أن نكون أشداء على الكفار، وأمرنا الله أيضا أن نكون رحماء بين بعضنا البعض”.
وأضاف: “سنكون رحماء مع بعضنا البعض، وسنكون أشداء على الكفار، مثل الذي حدث في سوريا، إن شاء الله سيَعِدنا الله بسوريا”، ثم تلا قوله تعالى: “نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين”، ثم بين أن ما حدث وما سيحدث في سوريا دليل وعد الله للمؤمنين وبشراه بالنصر على الأعداء، على حد تعبيره.
تصريحات أردوغان فجرت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنها تتعلق بعملية “نبع السلام” التي تشنها القوات المسلحة التركية على شمال وشرق سوريا، وتستهدف خلالها القوات الكردية.
الكاتب والصحفي التركي جمالي أونال، أوضح في برنامج حمل عنوان “العقلية المشتركة بين أردوغان وزعيم داعش أبو بكر البغدادي”، والذي يقدمه الإعلامي أرقام طوفان آيتاف، أن أردوغان قصد الأكراد عند حديثه عن الكفار في تصريحاته المذكورة.
ولفت جمالي إلى خطورة التكفير أيًّا كان المخاطب، سواء كان الأكراد أو أي شخص أو شعب آخر، من الناحية الدينية والأخلاقية، ونوّه بأن التكفير مرض يعاني منه كل حركة إسلامية متشددة، قائلاً: “هذا الفكر هو فكر خارجي وتكفيري؛ إذ يقوم بتكفير من ليسوا من نفس الجماعة، ويخرجهم من الملة والدين. والتكفير الجماعي قاسم مشترك بين تنظيمات القاعدة وداعش وجبهة النصرة. لذا لا يمكن تبرير تصريحات أردوغان لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الدينية. أعتقد أنه وصف صعب، وعلى أردوغان الاعتذار من الأكرد”.
وتابع جمالي: “الأكراد مسلمون منذ قرون، ولا يمكن وصفهم بالكفار، ولذلك فإن أردوغان تجاوز الحدود المسموح بها في هذه التصريحات. فضلاً عن ذلك فإن أردوغان دخل إلى مناطق الأكراد في سوريا دون داعٍ وبات محتلاً لها”.
وفي إطار تعليقه على إقدام بعض أنصار أردوغان على تفسير تصريحات أردوغان وتبريرها بالزعم أنه قصد الأمريكان والروس بكلمة الكفار، قال الإعلامي أرقام طوفان آيتاف: “بل بدا لي أن أردوغان خالف الأمر الإلهي في الآية.. إذ كان شديدا على المسلمين ورحيمًا على الكفار، حيث إنه كان شديدًا على الأكراد المسلمين، بينما كان رحيمًا وسخيًّا على كل من الولايات المتحدة وروسيا؛ الكفار، بحسب تعبيرهم، حيث قدم لهما كل ما ترغبانه في سوريا، على الرغم من شتى الإهانات التي تعرض لهما من الطرفين”، على حد تعبيره.