أنقرة (زمان التركية) – قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن ردود الفعل المستنكرة لعملية “نبع السلام” العسكرية في شرق الفرات شمال سوريا، سببها أن تركيا أفسدت اللعبة الدولية الكبرى التي تُحاك ضدها، على حد تعبيره.
وخلال استضافة جاويش أوغلو على طاولة محرري وكالة أنباء (الأناضول) الرسمية، اعتبر الوزير أن روسيا والولايات المتحدة أقرتا بشرعية العملية العسكرية التركية في شق الفرات.
وشدد جاويش أوغلو على أهمية توصل تركيا إلى اتفاق مع الدولتين بشكل سيضمن مخاوفها الشرعية، لافتًا إلى أن من حاولوا التقليل من شأن الجهود، التي بذلتها تركيا، كانوا يتحدثون عن انحسار السياسة الداخلية لتركيا بين روسيا والولايات المتحدة.
وأوضح جاويش أوغلو أن ردود الفعل المستنكرة على عملية تركيا “جاءت لإفسادنا اللعبة الكبرى، وكانت اسرائيل وفرنسا أشد المستنكرين. كان هناك توافق داخل تركيا على العملية العسكرية بنسبة تجاوزت التسعين في المئة وأشكر شعبنا على هذا”.
هذا وشدد جاويش أوغلو على أهمية اتفاق تركيا مع روسيا وأمريكا، مضيفًا أنهما اعترفتا بشرعية عملية نبع السلام، مؤكدًا أن العملية العسكرية عملية شرعية طالما أن مخاوف تركيا مخاوف شرعية، وفق قوله.
تكتيك #أردوغان الرامي إلى الإيقاع بين #روسيا و #أمريكا انتهى بلجوئه إلى أجنحة #بوتين بشكل كامل
ومع ذلك يسعى إعلام أردوغان لتسويق وتقديم ذلك وكأنه انتصار كبير! https://t.co/aEs8XFlcW8
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) October 23, 2019
من جانب آخر، رأى محمد عبيد، المحلل السياسي التركي، أن اتفاقية تركيا مع واشنطن التي أوقفت عملية نبع السلام، واتفاقيتها مع موسكو التي نصت على اختزال المنطقة التي تسيطر عليها تركيا في طول 120 كم فقط، بدلاً من طول 440 كم وبعمق 30 كم، تعتبر نصرًا لكل من واشنطن وموسكو، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، وليس لأردوغان، منوّهًا بأن أكراد سوريا فرضوا أنفسهم من خلال هذه الاتفاقيات على الدول الثلاث، وكذلك المجتمع الدولي، كقوة شرعية سيكون لها وجود مستقبلي.
–
وفتح الاتفاق بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب أردوغان، هذا الأسبوع، الباب أمام دخول قوات النظام السوري إلى شرق وشمال سوريا لأول مرة منذ سنوات.
ونص الاتفاق المبرم أمس على دخول الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية إلى الطرف السوري من الحدود التركية السورية الواقعة خارج مجال عملية نبع السلام، من أجل ضمان خروج عناصر وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) وأسلحتهم إلى خارج منطقة الـ30 كيلو مترًا. وسيتم إتمام هذا الإجراء خلال مهلة 150 ساعة.
ويستعد حاليًا جيش النظام السوري لإقامة 15 نقطة مراقبة على الحدود مع تركيا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، التي قالت إن الاتفاق الروسي – التركي المعلن في سوتشي يشمل إنتشار نقاط مراقبة سورية على الحدود بين البلدين خارج مناطق عمليات الجيش التركي.
–