إسطنبول (زمان التركية) – زعم رئيس حزب الوطن اليساري المتطرف دوغو برينجك مجددا أن الرئيس التركي رجب أردوغان يسير وفق رؤية الحزب اليساري، وأنه إن لم يفعل ذلك سينتهي أمره.
وخلال برنامج على قناة “ULUSAL TV” سُئل برينجك عما إذا كانت تركيا ستخضع للشروط الأمريكية في الداخل وسوريا، فرد قائلًا: “لن تخضع للشروط والإملاءات الأمريكية، وإن خضعت فإن سلطة أردوغان ستسقط. نظام أردوغان لا يمتلك حرية التلاعب بمستقبل تركيا. هناك مركز قوى في تركيا.. وهو ما قام بإعادة تصميم حكومة أردوغان بعد عام 2014”.
وتشن تركيا حاليا عملية عسكرية ضد الأكراد في شرق الفرات شمال سوريا، أطلقت عليها اسم “نبع الفرات” تجري بالتنسيق مع عدة أطراف بينها الولايات المحتدة.
وأضاف “أردوغان يسير على خطى حزب الوطن ويحارب في وجه أمريكا بكل عزم، وإذا خرج عن هذا المسار فإن حكومته ستسقط فورًا”.
وكان رئيس حزب الوطن دوغو برينجك المنتمي إلى “الدولة العميقة”، قال في تصريحات سابقة الشهر الماضي إن حزبه يدير تركيا منذ عام 2014 وليس نظام الرئيس التركي رجب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي وصفه بأنه يخدم تحقيق مشروعهم.
دوغو برينجك الذي كان أحد أبرز المتهمين في قضية تنظيم “أرجنكون” -الدولة العميقة- قال في تصريحات يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي لصحيفة (دي إندبندنت) إن حزب الوطن الذي يقوده لا يدعم حزب العدالة والتنمية الحاكم، وإنما الرئيس أردوغان وحزبه الحاكم من يدعمهم.
وهي تصريحات مشابهة لما قاله في عام 2015 تعليقًا على التصفيات الجماعية التي استهدفت أجهزة الأمن والقضاء المشرفة على تحقيقات الفساد والرشوة “لسنا من ذهبنا إلى أردوغان وعقدنا معه تحالفًا، وإنما هو جاء إلينا وتبنى مشروعنا الخاص باجتثاث جذور جماعة فتح الله كولن وجميع الجماعات الأخرى”.
وأضاف برينجك في صريحة لصحيفة (إندبندنت): “نحن لا ندعم النظام الحالي. ولكن أصحاب السلطة هم من يدعموننا. انظروا إلى ما حدث من تغيرات منذ عام 2014. حركة الخدمة ألقت بنا في السجون، ونحن انتقمنا منها وألقينا بالمنتمين إليها في السجون بدلاً منا. وكانت الحكومة تجري مفاوضات سلام مع حزب العمال الكردستاني من أجل تسوية المشكلة الكردية، أما الآن فالعناصر الإرهابية تحت نيران القوات الأمنية والعسكرية ويتم دفنها في الخنادق. كما أنه سيصدر قريبًا قرار بحل حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المتعاون مع العمال الكردستاني.”
تصفية 30 ألف عسكري بالجيش
وتابع برينجك: “كانت الحكومة على صلة قوية بالإدارة الأمريكية وتدير مشروع الشرق الأوسط الكبير. ولكنها الآن تحولت إلى حكومة تقاوم في وجه مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأن دور تركيا في حلف شمال الأطلسي الناتو انتهى. ومن جانب آخر كانت علاقاتنا مع روسيا وإيران سيئة، والآن بيننا صداقة، ويلتقي مسؤولو البلدان الثلاثة في قمة الأستانة. كانت الحكومة استسلمت للإملاءات عليها في شرق المتوسط، ولكنها الآن تقف في وجه أمريكا وإسرائيل”، على حد تعبيره.
وأكد برينجك في تصريحاته الجديدة أن تركيا قبل 2014 كانت خاضعة لحلف الناتو والغرب، أما بعد 2014 فقد أصبحت تابعة للحلف الأوراسي.
يأتي ذلك بعدما قال في اجتماع عقده مع كبار المسئولين الإيرانيين بطهران عام 2017 حول التصفيات الشاملة في الجيش وأجهزة الدولة الأخرى بأنهم مَنْ أعدوا قوائم الأسماء التي تمت تصفيتها وأنهم استطاعوا تصفية “30 ألف جنرال/وعسكري كانوا موالين للناتو” بعد الانقلاب الفاشل.
ووصف برينجك الفترة التي تمر بها تركيا اعتبارًا من عام 2014 بأنها “الربيع التركي”، قائلًا: “الأهم من كل ذلك، هو فشل انقلاب 15 يوليو/ تموز الأمريكي. كانت أمريكا تفعل ما تشاء من انقلابات مثل 1971 و12 سبتمبر/ أيلول 1980. كل هذه الأحداث تظهر أن تركيا دخلت مرحلة مختلفة تمامًا بعد ربيعها في 2014. أما النقطة الحاسمة هي هدمنا لأسوار سجن سيليفري وخروجنا منه”.
–