إسطنبول (زمان التركية) – اعتبر مسؤول كبير بحزب العدالة والتنمية الحاكم أن عملية “نبع السلام” التي تشنها القوات المسلحة التركية في شرق الفرات شمال سوريا، أوقف تآكل شعبية الحزب الحاكم، مشيرًا إلى وجود زيادة في الدعم الذي يحصل عليه الرئيس رجب أردوغان بسبب العملية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة (جمهوريت)، أكد السياسي المنتمي لحزب العدالة والتنمية، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن العملية العسكرية على شمال شرق سوريا أدت إلى زيادة دعم وتأييد أردوغان، وشدد على أن عدم الرد على خطاب ترام بالذي دعا فيه أردوغان إلى عدم اركاب “حماقة” تجاه الأكراد” “لا يعد تقصيرًا”.
وشدد المسؤول على أن روسيا مجبرة على التعاون مع تركيا في هذا الشأن بسبب قمة سوتشي، وإلا فإن تركيا ستتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب اضطر إلى تنفيذ ما تريده تركيا.
وطالب المسؤول ألا تقتصر “المنطقة الآمنة” التي تريد تركيا تدشينها على عمق 32 كيلو مترًا فقط، قائلاً: “يجب أن تمتد العملية جنوبًا ومطاردة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي أينما ذهب.. في الجنوب لا يمكن للتنظيم الإرهابي الاستمرار هناك، ولا يمكنه إقامة دولة هناك. لأن الطبيعة الديموغرافية هناك غير مناسبة له، فهناك العرب أكثر كثافة. وستبدأ الحكومة السورية في دمشق الضغط عليهم من الجنوب نحو الشمال. وبهذا سيتم تصفيته تمامًا. وعندها سيطلب بشار الأسد السيطرة على بلده مرة أخرى”.
يذكر أن رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو تحدث مؤخرًا عن أن نسبة تأييد حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية قبل أربع سنوات ارتفعت بشكل ملحوظ عقب الهجمات الإرهابية التي انطلقت بعد إطاحة أردوغان بطاولة مفاوضات السلام مع حزب العمال الكردستاني في عام 2015 والعودة إلى الكفاح المسلح والتي أسفرت عن مقتل مئات من المدنيين خلال فترة قصيرة. لكن نجح أردوغان في نهاية المطاف استعادة الحكومة المنفردة عقب انتخابات 1 نوفمبر 2015 المعادة بعدما خسرها في انتخابات 7 يونيو من العام نفسه، بسبب توجه الأكراد من حزبه العدالة والتنمية إلى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي نجح في الحصول على 80 مقعدًا برلمانيًّا، وهو ما حال دون تمكن حزب أردوغان من تشكيل حكومة منفردة.
وعندما أثارت هذه التصريحات رد فعل الرأي العام في تركيا بررها أحمد داود أوغلو أنه قام بتشخيص الواقع فقط، ولم يقصد بها أن أصوات حزبه العدالة والتنمية ارتفعت بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الإرهاب.
وبجانب موجة الاستقالات التي شهدها حزب العدالة والتنمية في الشهور الأخيرة، كشف استطلاع رأي لمؤسسة مترو بول MetroPOLL التركية في أغسطس/ آب الماضي”، أن نسبة المؤيدين لأداء أردوغان تراجعت وبلغت إلى 44 في المئة بعد أن كانت تبلغ 53.1 في المئة خلال الفترة عينها من العام الماضي.
وكانت الانتخابات المحلية التركية أكبر دليل على تراجع شعبية الرئيس رجب إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في الشارع التركي، إذ فقد الحزب الحاكم أهم البلديات، بسيطرة حزب الشعب الجمهوري المعارض على إسطنبول والعاصمة أنقرة وأزمير، في حين فاز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي مجدا ببلديات جنوب شرق تركيا.
–