إسطنبول (زمان التركية) – زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لا تنظر إلى القارة الأفريقية والعلاقات معها من زاوية البترول والألماس مثل الدول الغربية.
جاء ذلك في كلمة لأردوغان خلال القمة الثالثة للزعماء الدينيين المسلمين بأفريقيا، المنعقد في قصر دولمه بهتشه الرئاسي بإسطنبول.
وصف أردوغان نفسه بأنه “سياسي محب وصديق لأفريقيا”، قائلًا: “لقد بذلت جهدًا كبيرًا للغاية لتعويض التباعد الذي استمر لسنوات. زرت 27 دولة أفريقية”.
وأوضح أردوغان أنه أوصل العلاقات مع تركيا إلى مستويات لم تكن موجوةقبل 15 سنة، قائلًا: “زدنا عدد سفاراتنا في أفريقيا إلى 42. وأكبر بعثة دبلوماسية لنا حول العالم في الصومال”.
وزعم أردوغان أن بعض الدول الغربية منزعجة من احتضان تركيا للدول الأفريقية، قائلًا: “إنهم يريدون أن تكون الدول الأفريقية تابعة لهم. لا يريدون أن يسود السلام في القارة ولا يريدون نهضتها”.
وأضاف أردوغان: “إنهم يرون الرفاهية والديمقراطية والحرية والاستقرار والتنمية الاقتصادية كثيرة علينا وعليكم. لذلك فإنهم يستغلون الدين والأعراق من أجل إشعال الحروب الداخلية. ولعلكم تعرفون جيدًا أكثر مني، أي دولة محتلة لها أصابع في التطهير العرقي في رواندا”.
وأضاف: “لقد وقف الغرب والأمم المتحدة يشاهد قتل نحو 800 ألف شخص في رواندا على مدار 3 أشهر”، موضحًا أن “نظرة الرجل الأبيض (الغربي) إلى أفريقيا والشرق الأوسط لم تتغير بالرغم من مرور نحو قرن على الكلمة التي قالها تشرشل : (قطرة بترول أكثر قيمة من قطرة دماء إنسان).
وأكد أردوغان أن بلاده لا تنظر إلى أفريقيا كما ينظر الغرب لها من نافذة البترول والألماس والثروات، على حد زعمه.
وأوضح أن المسلمين كانوا يمثلون نحو 70 – 80 % من تعداد شرق وغرب القارة الأفريقية، قبل أن يصبحوا الآن أقلية فيها، قائلًا: “مهمتنا صعبة للغاية. التنظيمات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام يساعدون في ذلك. الإعلام الغربي أيضًا ينفر الرأي العام من الإسلام”.
وتسعى تركيا لإحداث تواجد لها بمنطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي من خلال تنشيط الحركة التجارية، وتدشين قواعد عسكرية خارجية وتدريب جيوش دول نامية، مما يتيح لها نفوذا اقتصاديا وعسكريا بالمنطقة.
وأسست القوات المسلحة التركية قاعدة عسكرية في “الصومال”، كما تولى الجيش التركي مهام إعادة تحديث الجيش الصومالي وتدريب الضباط والعسكريين، ومؤخرًا منحت تركيا مساعدات عسكرية إلى غامبيا إحدى دول غرب أفريقيا، وكذلك أسست أنقرة قاعدة عسكرية لدى حليفها “قطر”.
وفي السودان وقعت أنقرة اتفاقًا مع الحكومة السودانية خلال العام قبل الماضي لاستئجار اراض زراعية، واتفاق آخر لإعادة إعمار جزيرة سواكن الواقعة على ساحل البحر الأحمر في شرق البلاد، وغلب الطابع العسكري على الاتفاق الأخير، إلا أنه بعد إزاحة الرئيس حسن البشير من السلطة تم تجميد هذه الاتفاقات.
–