مالاطيا (زمان التركية) – تواصل المراسيم التي أصدرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بموجب قانون حالة الطوارئ التسبّب في تعرّض كثير من المفصولين لمأساة إنسانية.
فبعدما توفي “بولنت أوتشار” نتيجة أزمة قلبية عقب رفض طلب عمله من قِبل “مؤسسة العمل”، أصدرت لجنة تقصي حقائق حالة الطوارئ قرارًا بعودته إلى عمله بعد فصله بموجب المراسيم التي أصدرها أردوغان.
بولنت أوتشار كان رئيسًا لفرع نقابة العاملين في الخدمات الصحية والاجتماعية بمدينة ملاطيا، وصدر في حقه قرار بفصله من العمل تعسفيًا، بعدها تقدم أوتشار بطلب عمل أمام مؤسسة العمل، إلا أنها رفضت طلبه، مما أدلى إلى إصابته بأزمة قلبية أدت إلى وفاته.
ثم أصدرت لجنة تقصي حقائق حالة الطوارئ قرارًا بعودته إلى عمله، لكن بعد عامين من وفاته.
هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، بل هناك عشرات من ضحايا قرارات حالة الطوارئ التي أعلنها أردوغان بدعوى التصدي للانقلابيين لكنها أصبحت منذ اليوم الأول سيفًا يسلط به على من يريد تصفيته سواء كان له علاقة بالانقلاب الفاشل أو حركة الخدمة أو لا.
من هؤلاء الضحايا جوكهان أتشيك كوللو (42 عامًا) الذي كان يعمل أستاذًا للتاريخ في ثانوية أتاتورك التقنية والصناعية في منطقة عمرانية بمدينة إسطنبول، وكان واحدا من بين الآلاف الذين تم فصلهم من أعمالهم واعتقالهم عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.
فعندما عجزت السلطات عن الحصول على إفادة “جوكهان” وفق ما يرغبون، تعرض المدرس للضرب من قبل فرق مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إسطنبول ونقل إلى المستشفى مرتين ليلقى حتفه بعدما عجز عن تحمل المعاملة التي لقيها داخل مديرية الأمن.
انتهى اعتقال جوكهان بعد 13 يومًا بوفاته عقب ممارسة السلطات عليه شتى أنواع التعذيب في سجنه، وكشف تقرير أعدته رئيس وقف حقوق الإنسان التركي شبنم كرور فينجانجي، استنادًا على الوثائق الطبية، أن جوكهان توفي لتعرضه لأزمة قلبية نتيجة التعذيب الذي تعرض له داخل المعتقل.
وعلمت أسرته بخبر وفاته عندما استدعيت إلى وحدة الطب الشرعي. ولم تتوقف المعاملة غير الإنسانية بحق جوكهان عند هذا الحد، حيث تبلغت أسرته أنها ستتسلم جثمانه بشرط دفنه في “مقبرة الخونة” في إسطنبول التي خصّصت لدفن جثث الجنود والضباط الأتراك الذين قتلوا خلال محاولتهم الانقلاب ورفضت رئاسة الشؤون الدينية أداء صلاة الجنازة عليه، وذلك رغم أنه لم يتم فتح أية تحقيقات بحق المدرس.
ثم قامت الأسرة بغسل الجثمان بإمكاناتها الذاتية ونقله إلى مسقط رأسه في مدينة قونيا بسياراتهم الخاصة، ولكن الإمام الرسمي رفض أداء صلاة الجنازة عليه بسبب تلقيه تعليمات من رئاسة الشؤون الدينية.
وبعد كل ذلك حدث تطور مهم، حيث قضت الحكومة التركية ببراءة جوكهان وإعادته إلى وظيفته بعد عام ونصف من وفاته بقرار صدر عن وزارة التعليم في السابع من مارس 2018 ويحمل رقم E.2561776.