أنقرة (زمان التركية) – علق الكاتب الصحفي التركي المخضرم، أحمد نسين، على عملية “نبع السلام” التي بدأتها القوات المسلحة التركية يوم الأربعاء الماضي، على شمال سوريا بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان.
أحمد نسين أوضح أن الحرب على سوريا لها بعد آخر؛ هو أن أردوغان يريد أن يخرج من الحرب بصورة “القائد المنتصر في الحرب”، حتى يتمكن من البقاء على رأس السلطة مدى الحياة دون أن يتعرض للمحاكمة، خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت خسارة كبيرة لحزبه في انتخابات المحليات الأخيرة وتراجع شعبيته.
وأشار نسين إلى أن أردوغان والمحيطين به يزعمون أن أمريكا وأوروبا يعترضان على عملية نبع السلام في سوريا؛ وذلك لأن لهما مصالح في سوريا، وأضاف: “لنقل إن أمريكيا وأوروبا لهما مصالح هناك. ولكن ماذا بالنسبة لروسيا والصين؟ فلماذا تعترضان على الخطة التركية في سوريا؟ لنقل إنهما أيضًا يريدان الوقوف في وجه حلف الناتو من خلال توظيف تركيا؛ فلماذا إذًا لا يقبلان ضم تركيا إلى حلف شنغهاي؟ حسنًا أمريكا والغرب وروسيا والصين تعترضان على أردوغان لأن لكل منها مصالح في سوريا، فماذا إذًا بالنسبة لمصر والسعودية والإمارات؟ فلماذا تعترض على نبع السلام يا ترى؟ ماذا بسوريا حتى يكون للجميع مصالح فيها بهذا الشكل”.
وأضاف نسين: “إن رجب طيب أردوغان يغرق في المستنقع يوما بعد يوم. بنسبة كبيرة سيتعرض للمحاكمة سواء داخل تركيا أو على المستوى الدولي، ولا مفر من صدور أحكام قضائية ضده”.
وأوضح أن أردوغان يجمع حوله كل من انتقدوه من قبل خوفًا من أن يسقط من الحكم في أي لحظة، خاصة بعد النتائج غير المرضية لانتخابات 7 يونيو/ حزيران 2018، مشيرًا إلى أنه يقف بجانبه تنظيم أرجنكون / الدولة العميقة، وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان كورتولموش ووزير الداخلية سليمان صويلو، ثم علّق قائلاً: لكن هذا لا يعني أن أردوغان يسيطر على كل هؤلاء، بل هم الذين يسطرون عليه ويوجهونه كما يحلو لهم.. لا يحب أردوغان أي منهم، فهم من كانوا استخدموا في حق أردوغان أغلظ وأثقل العبارات في الفترة السابقة”.
ولفت نسين إلى أن الماضي الملطخ لأردوغان شكّل أكبر عائق أمامه وجعله رهينة بعض الجهات، مشيرًا إلى أنه كانت هناك 7 أو 8 مذكرات اتهام تخص الفساد من أيام رئاسته لبلدية إسطنبول.
وأشار إلى أن من بين قائمة العقوبات التي تقدم بها السيناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام لتوقيعها على تركيا، الكشف عن ثروة أردوغان وعائلته، ووضع اسمه ضمن قائمة الشخصيات التي سيتم فرض عقوبات عليهم، مع وزير الدفاع خلوصي أكار، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، وصهر أردوغان وزير الحالية برات ألبيراق.
واختتم أحمد نسين مقاله بالقول: “نعم، لقد اختلق أردوغان هذه الحرب ليخرج منها بلقب القائد المنتصر ويبقى في السلطة حتى الموت من أجل إنقاذ نفسه من المحاسبة والمعاقبة. إلا أن أمره ليس سهلاً أبدًا! فليس هناك من يحبه حتى بين من يبدو حليفًا له”، على حد قوله.