واشنطن (زمان التركية) – سلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على كواليس المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب أردوغان، التي تلاها قرار ترامب سحب قواته من سوريا، ثم تهديده تركيا.
قناة “NBC NEWS” الإخبارية الأمريكية، قالت إن المكالمة الهاتفية لم تمر كما كان متوقعًا، مشيرة إلى أن موقف أردوغان كان حادًا وصلبًا خلال المكالمة الهاتفية.
المكالمة الهاتفية بين الرئيسين انتهت بموافقة ترامب على أن تقوم تركيا بشن عملية عسكرية تخطط لها في شمال شرق سوريا، وتقوم القوات المسلحة الأمريكية بسحب قواتها من المنطقة.
القناة الإخبارية الأمريكية نقلت تعليق ثلاثة من المسؤولين العسكريين الأمريكيين حول كواليس ما دار في المكالمة، وقالت إن المكالمة الهاتفية أجريت في محاولة لتهدئة غضب أردوغان الذي لم يتمكن من لقاء ترامب وجهًا لوجه خلال اجتماعات قمة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن أردوغان أبلغ المسؤولين في الإدارة الأمريكية بانزعاجه من هذا الأمر.
أحد المسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكية أوضح أن أردوغان كان يريد لقاء ترامب ليناقش معه خطة المنطقة الآمنة التي أعلنت واشنطن دعمها لها في شمال سوريا، بالإضافة إلى التفاوض بشأن الحصول المحتمل على منظومة باتريوت الصاروخية للدفاع الجوي.
وأوضح مسؤول أمريكي سابق أن أردوغان انزعج من عدم تمكنه من مقابلة ترامب، قائلًا: “ترامب حاول تهدئته، والتعامل مع الأمر بشيء من التهاون”.
المسؤولون الأمريكان أكدوا أن المكالمة الهاتفية لم تمر كما كان يريد ترامب، مشيرين إلى أن أردوغان كان حادًا لأقصى درجة في موقفه بشأن دخول تركيا إلى سوريا، حتى أن دعوة ترامب لأردوغان لزيارة البيت الأبيض لم تكن كافية لتهدئته، على حد قولهم.
كواليس المكالمة كشفت أن ترامب أوضح لأردوغان أن شن عملية متوسطة من أجل تطهير المنطقة يمكن الموافقة عليها، إلا أن احتلال مساحات كبيرة من خلال عملية عسكرية واسعة لا يمكن الموافقة عليه، محذرًا من أنه إذا كانت عملية عسكرية كبيرة فسيتم سحب كامل القوات الأمريكية من سوريا.
عقب المكالمة الملتهبة بين الطرفين، أجرى نائب الأمين العام للبيت الأبيض مايك مولفاني اتصالًا هاتفيًا بوزير الدفاع مارك أسبير وأبلغه بالقرار.
وفي يوم الأحد قال المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، ستيفاني جريشام: “ستقوم تركيا، خلال فترة قصيرة، باتخاذ خطوات من أجل عمليتها العسكرية التي تخطط لها منذ فترة طويلة شرق الفرات شمال سوريا”، معلنًا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تدعم العملية ولن تتدخل فيها.
المسؤول الأمريكي رفيع المستوى أكد أن ترامب عارض أردوغان بشدة في قرار شن العملية العسكرية، إلا أنه اضطر لتهديد أردوغان بقول شيء من قبيل “إذا فعلت ذلك لن تحصل على دعم”، بعد أن أصر أردوغان على قراره بالدخول إلى سوريا.
ولاحقا هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا في تغريدة بأنه سيدمر اقتصادها في حالة إضرارها بالأكراد في سوريا.
يشار إلى أن السيناتور ليندسي جراهام من الحزب الجمهوري، هدد تركيا قائلًا: “إذا دخلت تركيا سوريا سنصدر قرارًا بفرض عقوبات عليها وسنطالب بتعليق عضويتها في حلف شمال الأطلسي الناتو”.
وأشارت العديد من وسائل الإعلام حول العالم إلى أن قرار ترامب هو تخلٍّ واضح وصريح عن الأكراد في سوريا، بعد الدعم الكبير الذي حصلوا عليه طوال السنوات الماضية واشنطن.
–