أنقرة (زمان التركية) – قالت روسيا إنها تؤيد العملية العسكرية التركية في شمال سوريا لضمان أمنها، بشرط أن تلتزم أنقرة بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، صرح بذلك عقب إعلان تركيا التجهيز لعملية عسكرية شرق الفرات في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال بيسكوف إن بلاده تعلم أن تركيا ستراعي وحدة الأراضي في سوريا وجعلها نقطة الانطلاق في مساعي الاستقرار والقضايا الأخرى، مشيرًا إلى أنهم يأملون في أن يلتزم الأتراك بهذا الشرط في كل الأحوال وقبل كل شيء.
وأضاف بيسكوف أن بلاده تعلم وتقبل الإجراءات التي تتخذها تركيا لضمان أمنها قائلا: “أتحدث عن التصدي للعناصر الإرهابية التي يُحتمل اختباؤها داخل الأراضي السورية، لكن أكرر مجددا يجب على تركيا الالتزام أولا بالوحدة السياسية ووحدة الأراضي السورية”.
وعقب استضافة تركيا الشهر الماضي قمة حول سوريا بمشاركة إيران وروسيا، قال أردوغان إن زعيما البلدان يدعمان المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، ما يشير إلى توصله لداعم بديل عن الولايات المتحدة، وضوء أخضر من موسكو بالتحرك.
وفي أول تأييد روسي للتحرك التركي في شمال روسيا، كان ديمتري بيسكوف قال في وقت سابق في تصريح صحفي من موسكو أمس “من حق أنقرة الدفاع عن نفسها، لكن يجب الحفاظ على وحدة أراضي سوريا”.
وحول إعلان البيت الأبيض سحب القوات الأمريكية من سوريا، قال بيسكوف: “الرئيس الروسي سبق أن كرر في الماضي أنه يتوجب على الدول غير الشرعية في سوريا الانسحاب من الأراضي السورية. هذا هو موقفنا الأساسي”.
هذا وأوضح بيسكوف أن بوتين وأردوغان لم يجريا أية محادثة بشأن العملية العسكرية في شرق الفرات قائلا: “لم تحدث أية اتصالات بين الزعيمين في هذا الصدد. هناك علاقات بين تركيا وروسيا على مستوى الخدمات العسكرية والسياسية ونواصل هذه الاتصالات بشكل متواصل ومكثف”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إن بلاده ترغب في تحقيق تواصل بين الحكومة التركية في أنقرة والحكومة السورية في دمشق.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة لا تريد أن يكون هناك تعاون بين دمشق وأنقرة، واستمرار سيطرتها على المنطة الحدودية بين البلدين، قال: “الولايات المتحدة طلبت من تركيا أن لا تتعاون مع سوريا بشكل مباشر. وستسمح الولايات المتحدة لتركيا بتواجد قوات لها من الشرطة العسكرية والمراقبين ضمن القوات التي سيتم تشكيلها من قبل التحالف، وأن تقوم القوات الأمريكية بالسيطرة على الشريط الحدودي. إلا أن تركيا لم تطمئن لهذه الخطوة. أنا أتفهم جيدًا الوضع أن يتم العمل وفقًا لرأي دولة لا دخل لها بالأزمة الأمنية على الحدود”.
وأكد لافروف أن روسيا ستقدم الدعم اللازم من أجل تحقيق الاتفاق بشأن المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، قائلًا: “يمكنني القول إننا ندعم هذا الموقف لأنه يستوجب تواصلا بين سوريا وتركيا. وأتوقع أن الأطراف سيتمكنون من التوصل لاتفاق في هذا الشأن. لذلك سنقدم له كافة أشكال الدعم اللازم”.
ونقل الجيش التركي تعزيزات عسكرية لوحداته على حدوده الجنوبية، وسط ترقب لإطلاق تركيا عمليته العسكرية اعلن عنها الرئيس التركي رجب أردوغان يوم أمس الإثنين.
وذكرت وكالة الأناضول أن هذه التعزيزات تشمل 10 شاحنات محملة بالدبابات خرجت من ولاية هطاي، وانطلقت باتجاه الولايات الواقعة جنوب وجنوبي شرق تركيا. كما وصل رتل عسكري مؤلف من 80 مدرعة عسكرية، إلى مدينتي قرق خان وخاصة بولاية هطاي التركية.
–