إسطنبول (زمان التركية) – المتتبع لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجده حريصا على إشعال النعرة الوطنية لدى الشارع التركي بتصريحات تلهب الحماسة كلما تراجعت شعبيته.
“سنقوم بإنتاج طائرات محلية الصنع؛ سيكون هذا قريبًا”، كانت هذه تصريحات رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، في ديسمبر/ كانون الأول 2010.
بالرغم من مرور 9 سنوات على تصريحات أردوغان حول الطائرة المزعومة، إلا أنها لم تر النور حتى الآن. في البداية تم الإعلان أن الإنتاج الأول منها سيكون في عام 2021، إلا أنه تم تأجيل تاريخ الإطلاق عامين آخرين ليكون أول ظهور لها للإعلام في عام 2023، بينما ستحلق للمرة الأولى في عام 2026.
الأوهام التي يبيعها حزب العدالة والتنمية، المسيطر على الحكم في تركيا منذ عام 2002، لم تقتصر على إنتاج طائرة محلية الصنع فقط، وإنما وصلت إلى إيهام المواطنين بأن تركيا ستنتج سيارة كهربائية محلية الصنع؛ وقد مر على هذا الادعاء أيضًا 8 سنوات.
أردوغان، الذي تراجعت شعبية حزبه الحاكم بحسب نتائج الانتخابات البرلمانية والمحليات، عاد ليبيع الوهم للمواطنين مرة أخرى، من خلال تصريحات له أمس الأحد، على هامش حفل إطلاق الكورفت البحري الجديد الذي حصلت عليه القوات البحرية التركية.
أشار أردوغان إلى أزمة طائرات F-35 التي أوقف الولايات المتحدة الأمريكية مشاركة تركيا في مشروع إنتاجها بسبب حصولها على منظومة الصواريخ الروسية، وقال: “سننتج طائراتنا الحربية أيضًا، كما فعلنا وأنتجنا طائرتنا المروحية، وطائراتنا المسيرة، وكذلك سلاحنا. وسيكون ذلك قريبًا”.
الحقيقة أن تركيا تنتج مروحيات “أتاك” الهجومية بالفعل، ولكنها ليست إنتاجًا محليًا بشكل كامل، وإنما تنتج بالشراكة بين شركة الصناعات الجوية التركية وشركة (AgustaWestland) الإنجليزية. أما المحرك الذي يعتبر أهم الأجزاء في المروحية فيتم إنتاجه وتوريده من قبل شركة “LHTEC” المكونة من شراكة بين شركة “رولز رويس” الإنجليزية و”Honeywell” الأمريكية.
المفاجأة أيضًا أن تركيا تعرضت لأزمة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، بعد أن عقدت اتفاقية مع دولة باكستان من أجل تزويدها بـ30 طائرة من هذا الطراز، إلا أنها لجأت إلى البحث عن مورد جديد للمحرك في عدد من الدول الأخرى، بعد تأخر الموافقة الأمريكية على الصفقة، على خلفية توتر العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد.
–