القاهرة (زمان التركية)ــ اهتمت صحف مصرية يتفاصيل اللقاء التلفزيوني الذي شارك به المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن، ملهم حركة الخدمة مع قناة (Ten) الفضائية، متناولا فيه الحديث عن مصر وأزمة العلاقات بين أنقرة والقاهرة، ومفاجآت عن الرئيس التركي رجب أردوغان.
وتحت عنوان “فتح الله جولن يكشف مفاجأة عن أصول أردوغان” نشرت صحيفة فيتو المصرية، تقريرا عن حلقة الإعلامي المصري نشأت الديهي مع “جولن” في برنامج “بالورقة والقلم”، وسلط التقرير الضوء على حديث جولن عن أن القادة السياسيين الذين يتصدرون المشهد حاليا في تركيا أصولهم بعيدة عن الأناضول.
وقال جولن إن “المسيطرين على مقاليد الأمور في تركيا ليسوا من أبناء الأناضول الحقيقيين، وقدموا من الشمال، وغابت عنهم قيم شعب الأناضول الأصيلة، لافتًا إلى أنهم قاموا بهضم القيم والمباديء واستساغتها، واستخدامه الشعارات الدينية والخطابات الإسلامية البراقة لضمان بقائهم في السلطة”.
أما موقع (مبتدأ) فاهتم بإشارة ملهم حركة الخدمة إلى عدم حصول الرئيس التركي رجب أردوغان على مؤهل جامعي، حيث قال “جولن” إن أدروغان كان حضر إليه ليستشيره عندما بدأ فى إطلاق مشروعه السياسى.
وتحت عنوان “أكبر معارض تركى: أردوغان خريج ثانوية عامة ولا يحمل مؤهل جامعى” نقل الموقع المصري عن جولن قوله: “كنت أسمع أنه يؤدى الصلاة، وخريج ثانوية الأدباء، وليس لديه مؤهل جامعى فقدمت له آراء إيجابية ووجهت له بعض النصائح”.
وأشار جولن خلال الحوار المذاع أمس السبت إلى أن أردوغان عقب انقلاب 2016 الذي يتهم حركة الخدمة بتدبيره دون إظهار أدلة على ذلك، اعترف بإغلاق مؤسسات تربوية وتعليمية وجامعات خاصة لأنها لم تخضع لأجندته الداخلية والخارجية.
وذكر جولن فى حديثه أن القائمين على الحكم بتركيا، ظهروا على حقيقتهم فى تحقيقات الرشوة التى أُجريت عام 2013 حيث ظهر فسادهم ورشوتهم بالرغم من إدعائهم بأنهم إسلاميون.
وحول مصر، قال المفكر الإسلامي التركي فتح الله جولن خلال الحوار: المسار الحالي لمصر يبدو لي جيدًا، لكني أتابع من الخارج. ولست في موقع يسمح لي بأن أتحدث عمّا يقع، كمن يعاين الأحداث ويسجّله، أعتقد أنهم (أردوغان وجماعته) يستغلون السمعة التي ورثوها من تاريخ العثمانيين ليحدثوا بها تأثيرا في العالم الإسلامي. لكني أعتقد أن مصر تستطيع أن تقدم نموذجًا يحتذى به إذا حافظت على هذا الخطّ من الاعتدال والتوازن، وهي قادرة على ذلك بما تتمتع به من سمعة طيبة، وشعب عريق يتمتع بذكاء عالٍ، كل ذلك جعلها في فترة من فترات التاريخ تهيمن على مقدرات الإنسانية وتحتل مكانة مهمة في تاريخ العالم الإسلامي”.
وتابع: “كثير من الدول، وخاصة في القارة الأفريقية وبعض بلدان العالم الإسلامي، تنظر إلى مصر نظرة احترام وتقدير وتتخذ منها نموذجا يقتدى به. لذا أظنّ أن القيادة المصرية بما تتمتع به من نضوج، قادرة على خلق طاقة جماعية تؤدي إلى تحقيق تعاضد وتساند بين هذه الدول كافة، إذا واصلت سيرها على هذا الدرب”.
واختتم فتح الله جولن، ملهم حركة الخدمة، حواره مع نشأت الدهي بقوله: “لكن المشهد المزري الراهن للمسلمين، الذين ذاقوا مرارة هزائم متتالية منذ عدة قرون، لا يبدو قابلاً للإصلاح والتقويم دفعة واحدة، بل قد يحتاج إلى ثلاثة أجيال كي يستقيم. أتمنى أن نبذل جهدنا لإصلاح أحوالنا وأوضاعنا في غضون هذه المدة”.
–