أنقرة (زمان عربي) – أثارت مزاعم القيام بعملية اعتقالات واسعة ضد الصحفيين والكتّاب ضجة كبيرة وردود فعل واسعة في أنحاء تركيا، بعد نشر المزاعم أمس عن تخطيط السلطات الأمنية باعتقال 400 شخصًا من بينهم 150 صحفيًا معارضا للحكومة لتناولهم أخبار الكشف عن أعمال الفساد في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي ولم يأت من طرف الحكومة ما يكذّب الادعاءات المذكورة.
وتجمعت حشود غفيرة ليلة أمس عقب تردد هذه المزاعم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أمام مقر صحيفة “زمان” التركية ومقر قصر العدالة بتشاغلايان في إسطنبول احتجاجا على هذه العمليات الخارجة عن القانون.
وكانت هناك تكهنات في بعض وسائل الإعلام منذ أسابيع تقول إن الحكومة تستعد لشن حملة اعتقالات واسعة انتقاما من الإعلام المعارض الذي يقوم بنشر أخبار كشف أعمال الفساد ولاسيما في الذكرى السنوية لتحقيقات الفساد والرشوة التي تكشفت وقائعها في 17 و25 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتقدم سَزجين تانريكولو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا الأسبوع الماضي، باستجواب لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يطالبه فيه بمعرفة إذا ما كان هذا الادعاء صحيحا أم لا، إلا أنه لم يتلق أي جواب على ذلك.
كما كتب أمس فؤاد عوني الكاتب بموقع “روتاخبر” الإخباري، المدون المشهور على موقع التواصل الاجتماعي” تويتر”، أن السلطات الأمنية ستقوم اليوم “الجمعة” بعملية اعتقالات واسعة جداً ضد وسائل الإعلام. وكتب تفاصيل مثيرة للدهشة لهذا المخطط الذي وصفه بالانقلاب الحكومي على الصحفيين والكتّاب.
وحسب هذا المخطط الذي لم يفكر فيه على الإطلاق من قبل حتى انقلابيو 12 سبتمبر/ أيلول 1980 و28 فبراير/ شباط 1997، ستقوم السلطات باعتقال 400 شخص من المعارضين للحكومة منهم 150 صحفيا وكاتبا، وسيتم تنفيذ هذه العملية على ثلاث مراحل. وسيتم أولا اعتقال رؤساء تحرير وكتّاب صحف زمان وبوجون وطرف.
وفي هذا الصدد، تناول أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة “زمان” مزاعم العملية الانتقامية ضد بعض وسائل الإعلام ووصفها بأنها جنونية. وقال “إن الاستهانة بهذا الموضوع وعدم أخذه على محمل من الجد وتصويره ببساطة بأنه صراع بين جماعة دينية والحزب الحاكم لهو غفلة كبيرة جدا. وإن البلد بأكمله يدفع ثمن ذلك غاليا لأنه عملية تعتبر ضربة قاصمة للديمقراطية وحرية الصحافة”.
وأوضح دومانلي أنه حتى في عهد ما بعد 28 فبراير/ شباط 1997 المسمّى بالانقلاب لم يقدم العسكر على التفكير في القيام بمثل هذه الأفعال ولا القيام بانقلاب ضد وسائل الإعلام. وأضاف “أقول بالنيابة عن بلدي.. أتمنى ألا يكون هناك أحد يفكر في القيام بمثل هذه الأفعال السخيفة. ولكن إذا كان هناك من يفكر بذلك فهذا يعني أن تركيا تترقب أياماً عصيبة. ولهذا لا أريد أن أصدق وأتوقع حدوث مثل هذه المزاعم”.