إسطنبول (زمان التركية) – قابل الرئيس التركي رجب أردوغان، سؤال مراسل قناة “FOX TV”، حول مصير مصنع الدبابات الذي تمت خصخصته، بتوبيخه بسبب سياسة القناة المنتقدة لتركيا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لأردوغان في إسطنبول، قبل التحرك لبدء جولته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لحضور اجتماعات القمة 74 للأمم المتحدة.
خلال المؤتمر الصحفي، علَّق أردوغان على عدد من الموضوعات العالقة، قائلًا فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة في شمال سوريا: “إن استعداداتنا بطول الحدود اكتملت”.
وفيما يتعلق باجتماعات قمة الأمم المتحدة، قال: “في اليوم الأول من الاجتماعات، سألقي كلمة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في يوم الثلاثاء 24 سبتمبر/ أيلول الجاري. وسأتحدث في كلمتي حول موضوع القمة عن السلام والأمن، وآرائنا فيهما”.
وأوضح أردوغان أن تركيا سترشح السفير فولكان بوزكير، لمنصب رئاسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قائلًا: “أنا أثق أن فولكان بوزكير سيؤدي مهامه كرئيس للجمعية العمومية للأمم المتحدة كما يجب، وعلى أكمل وجه”.
فيما رفض أردوغان الإجابة على سؤال مراسل قناة “FOX TV” التركية، حول مصير مصنع الدبابات الذي تمت خصخصته مؤخرا، قائلًا: “يجب على قناة FOX أن تغير سياساتها أولًا”.
وازداد القمع الممارس على وسائل الإعلام في تركيا، منذ انقلاب عام 2016، وكان السجن مصير عديد من الصحفيين المعارضين، وألغت الحكومة التركية في السنوات الأخيرة تصاريح عدد من المراسلين الأجانب.
ومصنع قطع غيار الدبابات التركي الواقع في مدينة سقاريا، انتقلت ملكيته رسميًا إلى وزارة الدفاع التركية، ما يشير إلى المضي قدما في صفقة الشراكة من شركة يمتلك الجيش القطري أسهما بها.
المصنع في البداية كان تابعًا لمديرية مصانع الصيانة الرئيسية الأولى التابعة لوزارة الدفاع التركية، ووانتقل حاليا إلى شركة “إدارة المصانع والترسانات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع التركية” (ASFAT)، ما يسهل حصول شركة “BMC” التي تمتلك فيها القوات المسلحة القطرية 49.9% من أسهمها، على حق الإدارة.
وقامت شركة (ASFAT) بتحديث بياناتها لدى هيئة التأمينات الإجتماعية على هذا النحو.
وزار مسؤولو شركة “BMC” التي يمتلكها رجل الأعمال المقرب من أردوغان وأحد أقارب زوجته أمينة أردوغان، المصنع في أغسطس/ آب الماضي، وعقدوا اجتماعًا مع العاملين الرافضين لقرار الخصخصة، لإقناعهم بعدم التصعيد.
كانت شبكة “نورديك مونيتور” السويدية المختصة في الشؤون العسكرية والأمنية، كشفت في تقرير حديث مدعوم بالوثائق، نشر في يناير/ كانون الثاني الماضي، أن هناك اتفاقية مالية بين الحكومة التركية وقطر، تقضي بتسليم مصنع دبابات تركي إلى قطر مقابل 20 مليار دولار أمريكي.
وأشار التقرير إلى أن أردوغان سارع إلى تمرير اتفاق بشأن تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي في البرلمان التركي، قبل أن يصدر قراراً في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، يتم بموجبه تسليم مصنع الدبابات الوطني التركي لشركة قطرية تركية.
أوضح التقرير، أن شركة “BMC” التي تملك القوات المسلحة القطرية 49.9 % من أسهمها ستدير مصنع الدبابات التركي، ويدير الشركة رجل الأعمال التركي أدهم صانجاك، وهو عضو في اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، فضلًا عن أنه أحد أقارب أمينة زوجة الرئيس رجب أردوغان.
ويمنح هذا الاتفاق الشركة الجديدة حقوق تشغيل مصنع الدبابات الوطني التركي لمدة 25 عاماً من دون أي عطاءات تنافسية.
وفي الشهر نفسه الذي صدر فيه التقرير، تظاهر المئات من العاملين في المؤسسات الحربية، اعتراضًا على وجود مستثمرين قطريين ضمن إدارة مصنع “صفائح الدبابات” الموجود في مدينة سقاريا.