أنقرة (زمان التركية) – تستضيف العاصمة التركية أنقرة، اليوم الاثنين، القمة الثلاثية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، لبحث آخر مستجدات الوضع في سوريا.
من المتوقع أن تناقش القمة الخامية من نوعه، استمرار وقف إطلاق النار في إدلب، وضرورة وقف الانتهاكات التي تشهدها الأحداث الأخيرة.
اللافت أن القمة المقررة منذ أشهر تأتي عقب مقتل 7 مدنيين على الأقل خلال يومين من القصف العنيف لقوات الجيش السوري على ريف إدلب. وأعلن التليفزيون الرسمي السوري أن الجيش السوري شكل تنسيقًا من أجل تأمين خروج المدنيين من إدلب نحو المناطق الخاضعة لسيطرته.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في حوار مع وكالة رويترز، أول أمس، إنه سيعقد لقاءات ثنائية مع بوتين وروحاني، كل منهما على حدة، بالإضافة إلى القمة الثلاثية المشتركة.
القمة من المقرر أن تناقش سبل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في إدلب وليس وقفًا مؤقتًا، بالإضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة من أجل منع موجات الهجرة تجاه تركيا.
كما أكد الخبراء أن روسيا ستجدد طلبها من تركيا إظهار موقف أكثر حزمًا تجاه الجماعات والتنظيمات التي تعتبرها إرهابية في شمال سوريا.
أما إيران فستكرر إعرابها عن مخاوفها من التواجد العسكري التركي في سوريا، كما فعلت في القمم الأخرى السابقة.
وتأمل الأطراف المشاركة في القمة في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، لكن من الصعب تحقيق نتيجة ملموسة على أرض الواقع.
يشار إلى أنه منذ الشهر الماضي هناك توترا في العلاقة بين أنقرة وموسكو على خلفية محاصرة قوات سورية لنقطة المراقبة التركية رقم (9)، وما سبقه من استهداف الرتل العسكري الذي كان في طريقه لإمداد النقطة بالمساعدات العسكرية، الأمر الذي دفع أردوغان لزيارة موسكو مطلع الشهر الجاري لمناقشة الأزمة.
وكان أردوغان قد قال في حواره مع رويترز: “سنعقد قمة ثنائية مع روسيا وإيران، كل منهما على حدة، كما سنعقد قمة ثلاثية أيضًا. ما ننتظره ليس وقفا لحظيا لإطلاق النار، وإنما نسعى إلى وقف موجات الهجرة، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. نحن نحاول أن نوصل كافة المساعدات إلى أهالي إدلب”.
من جهتها أعلنت تركيا بشكل رسمي عدم استقبال أي لاجئين من سوريا في أسفرت العمليات العسكرية التي يقودها الجيش السوري عن حركة نزوح جديدة، مع اقتصار التعامل معهم خارج الحدود،
وجدد أردوغان تهديده بالسماح بعبور الاجئين إلى أوروبا في حال عدم تطبيق المنطقة الآمنة وتأخر المساعدات المالية، قائلا: “نحن مضطرون لفتح الأبواب أمام موجات الهجرة، إذا لزم الأمر. المساعدات غير كافية وبطيئة”.
كما وجه رسالة إلى روسيا في حواره للسيطرة على النظام السوري، قائلًا: “انشغال الجيش السوري بنقاط المراقبة التركية، ومهاجمتها يكسب الوضع أبعادًا مختلفة كثيرًا”.
مواجهة مع الجيش السوري
وبخصوص الوضع على الأرض، توقع الخبير الأمني التركي كريم خاص أن: “يدور الحديث في القمة عن إخلاء نقاط المراقبة التركية في سوريا”.
كريم خاص أكد أن القمة الثلاثية تأتي في فترة صعبة للغاية، مشيرًا إلى أن قوات الجيش السوري تواصل تقدمها في إدلب.
وقال خاص: “قد يتم محاصرة النقطتين التركيتين 8 و10 خلال فترة قصيرة من قبل الجيش السوري. يوما بعد يوم تزيد المخاطر من دخول الجيش التركي في مواجهات مع الجيش السوري. لذلك قد يدور الحديث في القمة عن إخلاء نقاط المراقبة التركية في سوريا”.
وحذَّر خاص من أن هناك خطرا كبيرا من تقدم الجماعات الإرهابية صوب الحدود التركية وأنه من المتوقع مناقشة الأمر خلال القمة، مشيرًا إلى ضرورة التأكيد على وجود خطة جديدة من أجل وقف الاشتباكات في إدلب.
وأشار إلى أن تعاون تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا يمثل أزمة بالنسبة لروسيا، قائلًا: “روسيا ترى أن موافقة تركيا على إقامة منطقة آمنة ودعمها لها، قد يؤدي إلى ظهور منطقة ذات حكم مستقل للأكراد. لذلك فإن الكرملين الروسي يريد أن تقوم أنقرة بالتنسيق مع دمشق في عملية شرق الفرات، وليس مع واشنطن في مواجهة الأكراد”.
–