إسطنبول (زمان التركية) – تتزايد الاستقالات من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ إعلان رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو استقالته من الحزب.
أعلن يافوز دايرمانجي، الذي شغل مناصب مختلفة في حزب العدالة والتنمية، منذ تأسيسه، استقالته من الحزب؛ ومن المعروف أنه من أبرز المنتقدين لمجموعة “البجع” الإعلامية الموالية لأردوغان التي تتسبب في حالة من الجدل داخل الحزب.
ومجموعة البجع (بليكان)، هي -وفق مصادر عدة- خلية إلكترونية تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي وتقودها الصحفية بجريدة صباح، هلال كابلان، وزوجها صهيب أويوت، تدافع عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو إنها استهدفته في فترة رئاسته للوزراء.
ويعتبر يافوز دايرمانجي ثاني اسم يستقيل من العدالة والتنمية عقب استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو و5 أسماء آخرين يوم الجمعة الماضي.
وأمس الأول السبت استقال أمين حزب العدالة والتنمية في مدينة تكيرداغ، أحمد أكتاشي.
وقال دايرمانجي في بيان له: “لا أمل لي أن يسمعنا السيد رئيس الجمهورية أو يقوم بعمل اللازم، ولكنني أقول ذلك كي يشهد عليه التاريخ: إما أن تقضي على تنظيم البجع الإرهابي أو ستكون شاهدًا على نهاية حياتك السياسية معهم. أنا أحذرك بصفتي صديقا قديما لك”.
يافوز دايرمانجي كان مرشحًا عن حزب العدالة والتنمية للبرلمان في وقت سابق، كما كان عضوًا سابقًا في مجلس إدارة حزب العدالة والتنمية في إسطنبول.
وأوضح دايرمانجي أنه شغل مناصب مختلفة داخل الحزب بين لجان الشباب في إسطنبول ومجلس إدارة الحزب، ومرشح الحزب لدخول البرلمان، مشددًا على أنه خدم الحزب دون انتظار أي مصلحة.
وأكد أنه قام باللازم من أجل الدفاع عن الإرادة الوطنية، دون التفكير في النهاية في أصعب الأوقات، قائلًا: “وضعت نصب عيني رضاء الشعب تحت قيادة قائدنا رجب طيب أردوغان. لقد كنت من أوائل الواقفين بجانب رئيس الجمهورية في وجه انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، لا أبالي الموت”.
وأوضح أن حزب العدالة والتنمية أصبح محاصرًا بتنظيم مواز يسيطر على أطرافه ومفاصله، قائلًا: “لم تعد القرارات تتخذ من أسفل الهرم لأعلاه. وأصبح الجميع لا يبالي بالانتقادات”.
وأكد أن الحزب تحول إلى شركة عائلية تديره أسر بعينها، وأضاف: “تحول حزبنا إلى كيان لا يلبي توقعات الأعضاء والناخبين والمجتمع، ولا ينتج سياسة جديدة، وأصبح يدار بشكل غير مؤسسي”.
وأشار إلى أن دعواتهم للمحاسبة داخل الحزب قوبلت بقرارات الفصل من الحزب، مما أدى إلى ضياع آمال صلاح حال الحزب، قائلًا: “أنا أثق أن هناك حاجة إلى طريق جديد”.
وكان أحمد داود أوغلو قال عقب استقالته من حزب العدالة والتنمية والتي جائت بعد تحويله و5 أسماء آخرين غلى لجنة التأديب، إنه سيستمر في الدفاع عن القضية التي يتبناها، وشدد على أنه يريد تأسيس نظام ديمقراطي لا يعرف الوساطة أو تعيين الأقارب، ولا يستولي على أموال الشعب، ويقوم على أساس دولة القانون، وحريات الدين والتعبير والضمير، ويقاوم الفساد والقيود، ويجعل للإنسان حياة كريمة.
وموجة الاستقالات من حزب العدالة والتنمية انطلقت بإعلان وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان استقالته من الحزب في يوليو/ تموز الماضي، عقب الخسارة التي مني بها الحزب الحاكم في انتخابات المحليات الأخيرة. وأعلن باباجان توجهه لتأسيس حزب جديد، وبعده بأيام قليلة أعلن 89 من حزب العدالة والتنمية في مدينة غازي عنتاب استقالتهم من الحزب.
–