أنقرة (زمان التركية) – انتقد بولنت أرنتش، عضو الهيئة الاستشارية العليا بالرئاسة التركية، وصف اثنان من أبرز مؤسسي حزب العدالة والتنمية بـ”الخونة” بسبب مساعيهم لتشكيل حزب جديد، معتبرا أن هذه الصفة تليق بمن يلقبونهما بها.
وانتقد أرنتش نائب رئيس الوزراء الأسبق، الهجوم الذي يتعرض له علي باباجان وزير الاقتصاد الأسبق المستقيل مؤخرا من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، المحال من قبل الحزب للجنة التأديب تمهيدا لفصله، وقال إن إطلاق صفة “خونة” عليهما بسبب مساعيهما تأسيس حزب جديد أمر لا يليق.
وقال أرنتش: “لا أستطيع قبول صفة الخونة التي يطلقها البعض عليهما. هذه الصفة تليق أكثر بمن يستخدمونها بشكل عشوائي”.
كما تناول بولنت أرنتش الحكم بالسجن تسع سنوات وثمانية أشهر على رئيسة شعبة حزب الشعب الجمهوري بمدينة إسطنبول، جنان كفتانجي أوغلو، بسبب تغريدات منتقدة لأردوغان قبل 7 سنوات، وقال إن ذلك سيصب في مصلحتها.
وقال: “هذه العقوبة ستصبّ في مصلحة كفتانجي أوغلو وستضاعف صيتها خمس مرات”. أرنتش أكد أنه خلال الآونة الأخيرة تعززت مكانة كفتانجي أوغلو أكثر، مؤكدًا أن السلطات يجب عليها أن تتحمل الانتقادات التي وجهتها كفتانجي أوغلو في تغريدات سابقة نظرًا لأنها تقع ضمن حرية التعبير عن الرأي.
وأضاف أرنتش أن فتح قضية بحق كفتانجي أوغلو بعد سنوات من انتقاداتها على تويتر أمر تعسّفي، مشيرا إلى أن قضية كفتانجي أوغلو ستؤثر سلبا على مكانة تركيا في الخارج.
تطرق أرنتش أيضا إلى انفصال باباجان وداود أوغلو عن حزب العدالة والتنمية وتأسيسهم حزبا جديدا حيث قال: “باباجان ترك مؤسسة عائلية يعود تاريخها لمئة عام وانضم لصفوف حزب العدالة والتنمية. وفريقه الحالي أصدقاؤنا نحبهم ونقدرهم كثيرا. أنا لا أستطيع قبول وصفهم بالخونة. فهؤلاء أشخاص تاريخهم ناصع وشريف، لكنهم يرتكبون أخطاء من الناحية السياسية. يجب علينا إبراز أخطائهم وفعل ما يلزم لدفعهم عن العدول عن هذه الأخطاء”.
بولنت أرنتش أدلى بهذه التصريحات المناقضة لمواقف الرئيس رجب أردوغان بصورة صارخة مع أنه يشغل عضو الهيئة الاستشارية العليا بالرئاسة
كان أردوغان قد هدد باباجان دون ذكر اسمه خلال اجتماع رؤساء شعب العدالة والتنمية نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي، قائلا: “البعض يؤسسون حزبا. لا تكترثوا لهم، فالمتورطون في هذه الخيانات سيدفعون ثمنا باهظا”.