أنقرة (زمان التركية) – بدأ مسلسل نزيف الليرة التركية في 12 أغسطس/ آب 2018، مع تفاقم أزمة اعتقال القس الأمريكي برونسون، وكسر الدولار الأمريكي حاجز 7 ليرات للمرة الأولى، وبالرغم من الخطوات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية إلا أن الليرة التركية أصبحت أكثر العملات فقدًا للقيمة حول العالم.
خبراء الاقتصاد والمحللون اتهموا حكومة حزب العدالة والتنمية بالفشل في تحقيق الثقة في مؤسسات الدولة سواء في الجوانب القانونية أو الاقتصادية، مشيرين إلى أن الليرة فقدت 10.4% من قيمتها منذ مطلع العام الجاري.
وأكد المحللون أن الليرة التركية على أعتاب انهيار جديد سيكون قاسيًا للغاية، مشيرين إلى أن تعاملات أسواق آسيا والمحيط الهادئ شهدت ارتفاعا مفاجئا للدولار أمام الليرة ليسجل 6.39 ليرة، متأثرة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
التقارير كشفت أن المبيعات الكبيرة التي شهدها اليوان الصيني أدت إلى اضطراب سوق العملات في تلك الليلة، إلا أن الليرة كانت الأكثر تأثرًا لينخفض الدولار مرة أخرى أمام الليرة إلا أنه يسجل مستوى أعلى من المستوى السابق للتداول بنحو 11%.
الدكتور كايا أرديتش رئيس قسم التجارة وإدارة الأعمال في جامعة بيري رئيس، قال في حواره مع موقع “DW” الألماني الإخباري: “حتى وإن كان التذبذب في سعر الدولار أمام الليرة ناتجا عن أسباب خارجية، إلا أنه كشف أن هشاشة الليرة التركية وصلت إلى مستوى خطير”.
وأضاف أرديتش: “إن قرار إقالة محافظ البنك المركزي ونقل الميزانية الاحتياطية للبنك إلى خزانة الدولة، يعوق دون تعافي الليرة. كذلك مستوى ديون الشركات المتضخمة يوما بعد يوم، يجعل الليرة في موقف ضعيف أمام الدولار”.
التقارير الاقتصادية الدولية تشير إلى أن أكبر الاقتصادات العالمية وعلى رأسها ألمانيا تعاني من حالة ركود، متأثرة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وضبابية مشهد خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك ضبابية مشهد الحرب في سوريا.
المحلل الاقتصادي خليل ريتشبير، حذَّر من أن تركيا لا تطبق أي سياسات للخروج من الأزمة وفقًا للمعايير العالمية، مشيرًا إلى أن الاقتصاد التركي في أسوأ أداء له منذ الأزمة الاقتصادية في 2008.
وأشار ريتشبير إلى أن العملات الخاصة بالدول النامية فقدت نحو 175% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي خلال السنوات الثماني الأخيرة، بينما سجلت الليرة التركية تراجعًا بلغ 575%، قائلًا: “أعتقد أننا دخلنا في المرحلة الثانية من الأزمة التي نعيشها منذ عام”.
وأضاف: “إن الليرة التركية تواجه ضبابية غير مسبوقة. ما إن هدأت الأوضاع قليلًا فإذا بقرار إقالة رؤساء البلديات الكردية والجميع يترقب ما إذا كان سيتم تعيين وصي على إسطنبول أيضًا أم لا”.