إسطنبول (زمان التركية) – “إذا فتحت ملفات مكافحة الإرهاب سيكون هناك الكثيرون لا يمكنهم النظر في وجه الناس. في المستقبل سيذكر التاريخ أن الفترة بين 7 يونيو/ حزيران 2015 و1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا”.. كانت هذه تصريحات رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو في الذكرى الثامنة عشر لتأسيس حزب العدالة والتنمية في إطار رده على اتهامات الرئيس رجب طيب أردوغان له بالخيانة.
في 7 يونيو/ حزيران 2015 عقدت الانتخابات البرلمانية، في موعدها المعتاد، وتمكن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من تجاوز الحد الأدنى للتمثيل البرلماني لأول مرة، وحصل على 80 مقعدا برلمانيا، ليمنع بذلك حزب العدالة والتنمية من تشكيل حكومة منفردة نظرا لفقدانه الأغلبية البرلمانية، مما اضطر أردوغان لإعادة الانتخابات في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه بعد الاتفاق مع حزب الحركة القومية ليعوض عن خسارته لأصوات الأكراد بأصوات القوميين الأتراك ويشكل الحكومة منفردا مرة أخرى.
خلال الفترة بين 7 يونيو/ حزيران و 1 نوفمبر/ تشرين الثاني، وقعت العديد من التفجيرات والهجمات المجهولة في عدد من المدن كان أبرزها ما وقع في مدينة سوروج، وداغليجان، وأنقرة، وديار بكر، مما أسفر عن سقوط قتلى بالعشرات في صفوف قوات الأمن وبالمئات صفوف المواطنين.
في انتخابات 7 يونيو/ حزيران خسر حزب العدالة والتنمية الدعم الكردي الذي كان يحظى به من قبل لأسباب مختلفة، وفي مقدمتها سعي أردوغان لتوظيف المشكلة الكردية بدلا من تطوير حلول جزرية، وهو الأمر الذي أسفر عن توجه الأكراد إلى حزب الشعوب الديمقراطي وخسارة حزب أردوغان القدرة على تشكيل حكومة منفردة.
ولكن كان اللافت أنه قبل الانتخابات بيومين فقط، أي في 5 يونيو/ حزيران، عقد حزب الشعوب الديمقراطية مؤتمرًا جماهيريًا في مدينة ديار بكر، حضره الآلاف من المواطنين الأكراد، إلا أن الحشد الكبير تعرض لسلسلة من التفجيرات الدموية.
فيما يلي أبرز الأحداث التي شهدتها تركيا بين فقدان حزب أردوغان الحكومة المنفردة في السابع من حزيران واستعادتها مرة أخرى في الأول من نوفمبر عام 2015:
وفي 11 يوليو/ تموز: أعلن اتحاد المجتمعات الكردستانية (KCK) الهيئة الإدارية العليا لحزب العمال الكردستاني، انتهاء “وقف إطلاق النار”.
وفي 17 يوليو/ تموز: أعلن أردوغان أنه لا يعترف بمفاوضات حكومة أحمد داود أوغلو الرسمية مع النواب الأكراد لحل القضية المردية في قصر دولمه بهتشه بإسطنبول.
وفي 20 يوليو/ تموز: فجر انتحاري داعشي نفسه في مدينة سوروج ذات الأغلبية الكردية أسفر عن مقتل 33 شخصا من الشباب الأكراد.
وفي 22 يوليو/ تموز: مقتل اثنين من رجال الشرطة في فراشهما بمنزلهما في منطقة جيلان بينار ونسبت العملية إلى العمال الكردستاني.
وفي 23 يوليو/ تموز: استشهد ضابط صف بنيران داعش على حدود مدينة كيليس المجاور لشمال سوريا. واستشهد شرطي آخر بنيران حزب العمال الكردستاني في مدينة ديار بكر.
وفي 24 يوليو/ تموز: قصفت القوات الجوية التركية أهدافًا لداعش وحزب العمال العمال الكردستاني في جبال قنديل على حدود مع العراق وسوريا. وشنت قوات الأمن حملة على أماكن تواجد داعش وحزب العمال الكردستاني في عموم تركيا.
وفي 11 أغسطس/ آب: أعلن أردوغان تعليق مفاوضات السلام مع الأكراد.
في 17 أغسطس/ آب: تعرض مكان تجمع للمواطنين الأكراد في مدينة ألانيا لهجوم مجهول.
وفي 20 أغسطس/ آب: استشهد 4 من قوات الأمن في بلدة ليجا، وفي اليوم التالي سقط 8 من قوات الأمن في انفجار عبوة ناسفة في أحد المدرعات العسكرية في مدينة سعرت.
وفي 22 أغسطس/ آب: استشهد النقيب علي ألكان في هجوم على مخفر الشرطة في مدينة شرناق.
وفي 5 سبتمبر/ أيلول: أعلن حظر التجوال في مدينة جزيرة وقتل نحو 20 مواطنا من المدنيين.
وفي 6 سبتمبر/ أيلول: استشهد 16 من الجيش التركي في بلدة داغليجا، في هجوم منسوب لحزب العمال الكردستاني.
وفي 8-9 سبتمبر/ أيلول: استشهد 13 شرطيًا في هجوم على معبر مدينة إغدير البري.
وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول: قال داود أوغلو في مؤتمر جماهيري له في مدينة “فان” ذات الأغلبية الكردية”: “إذا سقط حزب العدالة والتنمية، ستجوب العصابات الإرهابية في المنطقة”.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول: وقع انفجاران في موقف الحافلات الرئيسي في العاصمة أنقرة، أسفر عن سقوط 103 مواطنين، معظمهم من الأكراد.
التقارير الرسمية تشير إلى أن الفترة المذكورة شهدت مقتل 453 من عناصر حزب العمال الكردستاني، و106 من المدنيين، خلال العمليات التي شنتها قوات الأمن. بالإضافة إلى مقتل 242 آخر في التفجيرات التي شهدتها مدينة سوروج وأنقرة، ليرتفع إجمالي القتلى في هذه الفترة التي تحدث عنها داود أوغلو إلى 862 شخصًا.
توظيف أردوغان للإرهاب ، داود أوغلو يفضح أردوغان ، مفاوضات السلام الكردي