إسطنبول (زمان التركية) – لا يزال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي السابق عضو حزب العدالة والتنمية أجامان باغيش يثير الجدل من حين لآخر، بالرغم من مغادرته أي منصب سياسي في حكومة رجب طيب أردوغان.
ظهر أجامان باغيش، الملطخ اسمه في وقائع فساد ورشوة طفت إلى السطح في 2013، خلال الحفل الذي شارك فيه رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان لإطلاق أعمال إنشاء كنيسة مسيحية في إسطنبول.
يظهر في الفيديو أردوغان ومعه عدد من المسؤولين، ومن بينهم رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، يستعدون للضغط على أزرار بدء تنفيذ المشروع؛ ونقلت الكاميرات تعابير وجه إمام أوغلو الذي ظهر عليه الحيرة والدهشة عند تزاحم أجامان باغيش من أجل الضغط على الزر معهم.
لكن المثير أن أجامان باغيش لما لم يجد مكانًا للضغط على الزرّ وضع يده فوق يد نائب حزب العدالة والتنمية من إسطنبول أحمد حمدي جاملي، ما أثر دهشة رئيس بلدية إسطنبول الجديد إمام أوغلو.
يشار إلى أن أجامان باغيش كان يشغل منصب وزير الدولة لشؤون الاتحاد الأوروبي، وتورط اسمه في وقائع الفساد والرشوة التي فضحت في 17-25 ديسمبر/ كانون الأول 2013، حيث تبين أنه حصل على رشوة 15 مليون دولار أمريكي من رجل الأعمال الإيراني رضا ضراب من أجل تسيير أعماله، مما أجبر أردوغان على إقالته في 25 من الشهر نفسه.
أجامان باغيش أثار الجدل بسبب تسريب صوتي له يستهزئ من القرآن الكريم، يقول فيه: “أنا أستيقظ كل يوم في الصباح وأنشر على حسابي على مواقع التواصل الاجتماعي آية قرآنية. كانت واحدة منهم من سورة بقرة أو مقرة”، وهو أسلوب مستخدم في اللغة التركية للسخرية من الشيء والتقليل من شأنه من خلال تغيير الحرف الأول في الكلمة.
وفي 5 مايو/ أيار 2014، وقف أجامان باغيش أمام البرلمان التركي للدفاع عن نفسه، نافيًا ادعاءات حصوله على رشوة من رجل الأعمال رضا ضراب، وكذلك ادعاءات التسجيل الصوتي المسرب، مؤكدًا أن هذا “إعدام سياسي” من حركة الخدمة ضده. إلا أنه أراد تحسين صورته، قائلًا: “عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم… هكذا قال أجدادنا وكبارنا”، دون أن يعلم أنها الآية 216 من سورة البقرة.
أجامان باغيش اختفى لفترة عن المشهد في تركيا، بعدها ألقى بظلاله مرة أخرى عندما كشفت جريدة “صول” في أبريل/ نيسان الماضي، عن تخصيص رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، في وقت سيطرة حزب العدالة والتنمية عليها، سيارة فارهة وسائق لخدمة الوزير السابق أجامان باغيش، مشيرة إلى أن السائق يتقاضى راتبًا على مدار 13 عامًا يقدر بنحو 780 ألف ليرة، يتم سدادها من خزانة البلدية، حسب تصريحات عضو حزب الشعب الجمهوري وعضو مجلس بلدية إسطنبول الكبرى نادر أتامان.
كما انتشرت ادعاءات في الفترة الأخيرة أن أردوغان يفكر في تعيينه سفيرًا لتركيا، وأن وزارة الخارجية بدأت الإجراءات اللازمة ليتولى سفارة تركيا في دولة التشيك.