أنقرة (زمان التركية) – أفاد رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، في تصريحات أدلى بها فايننشال تايمز البريطانية، أن النظام الرئاسي بشكله المطبق في تركيا قدم لرجب طيب أردوغان “قوة غير محدودة“
ولفت داود أوغلو الذي يدور الحديث في الأروقة السياسية عن اعتزامه تأسيس حزب جديد، أن حالة شديدة من البؤس تسيطر على حزب العدالة والتنمية الحاكم خاصة بعد الانتخابات المحلية.
وذكر داوود أوغلو أن الحزب انسلخ عن قيمه الأساسية التي أعلن عنها في بداية تأسيسه عام 2001، مما تسبب في حالة من الإزعاج في إدارة الحزب وقاعدته.
وفي حديثه مع صحيفة فايننشال تايمز، أوضح داود أوغلو أن العدالة والتنمية أولى اهتماما للعدل والحرية وحرية الفكر والتعبير عن الرأي لفترة من الوقت، غير أن السنوات الأخيرة شهدت تجاهلا لهذه القيم الأساسية التي يحترمها هو على مدار حياته.
وانتقد داود أوغلو النظام الرئاسي، مفيدا أن السلطة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، أضرت بالبنية الأساسية لتركيا وأضعفت المؤسسات السياسية في البلاد.
وأشار داود أوغلو إلى كونه لا يزال عضوا بحزب العدالة والتنمية، وأنه يشعر بالمسؤولية لإجراء إصلاحات داخل الحزب، غير أنه لا يعلق آمالا على هذا الأمر.
ولم يحدد داود أوغلو موعدا للحزب السياسي الذي يعتزم تأسيسه.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن البعض انتقد داود أوغلو بكونه معمار السياسة الخارجية الحالية لتركيا، وأن بعض الشخصيات المحافظة زعمت حصول انتهاكات في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي بعد تولي داود أوغلو منصب رئيس الوزراء.
وفي رد منه على هذه الانتقادات، أكد داود أوغلو أنه وفر الحماية للعديد من الصحفيين وفتح المجال أمامهم، مشددا على أنه يؤمن بضرورة احترام الآراء والحرية الفكرية.
وتطرق داود أوغلو إلى رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الكردي السابق المعتقل في سجن أدرنة منذ 3 سنوات، منوّهًا بأن دميرتاش اعتقل بعد ستة أشهر من استقالته من رئاسة الوزراء، مما يجعله غير مسؤول عن الأمر، مفيدا أن اعتقاله عملية قضائية ولا يمكنه تقديم شيء في هذا الصدد.
وأكد داود أوغلو أنه يتوجب على السياسيين تغيير المقومات عوضا عن اتباعها، أو تغيير التيار بدلاً من الانجرار وراءه، وأن هدفه يكمن في خلق مناخ سياسي جديد في تركيا قائلا: “ما نحتاج إليه هو نفسية جديدة ترتكز على الانفتاح والشفافية والحرية والحديث بدون خوف. لم يُسمح لي بالظهور على المؤسسات الإعلامية عندما قررت إعلاء صوتي لأول مرة”.
وأشار داود أوغلو إلى إنهاء برامج الصحفيين يافوز أوغهان وإسماعيل سايماز وعاكف بكي على إذاعتي سبوتنيك و “ار اس إف إم” على خلفية استضافتهم له قبل نحو أسبوع.
وأوضح داود أوغلو أنه يهدف لإطلاق نقاش بشأن الفساد والمحسوبية عن قصد قائلا: “لأنه إن تخلل الخوف إلى قلبي بصفتي رئيس وزراء سابق فإن المواطن لن يتحدث”.
هذا واختتم داود أوغلو حديثه بقوله إن الخوف من الحديث والتفكير لن يخلق حلا.