برلين (زمان التركية) – رصد المحلل السياسي التركي محمد عبيد الله أسباب استقالة نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد التركي الأسبق علي باباجان، وذلك خلال مداخلة هاتفية مع قناة “تن” لفضائية المصرية.
علق الكاتب والصحفي والمحلل السياسي التركي محمد عبيد الله على قرار استقالة وزير الاقتصاد السابق ونائب رئيس الوزراء علي باباجان ونشره بيانًا حول أسباب استقالته بالتزامن مع إقدام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إقالة رئيس البنك المركزي من منصبه في خطوة أثارت جدلاً كبيرا في الداخل والخارج.
فقد أوضح محمد عبيد الله في مداخلة تليفونية على قنوات “TEN” التليفزيونية المصرية، أن هناك سببين رئيسين وراء استقالة باباجان، الأول تراجع تركيا بقيادة أردوغان وحزب العدالة والتنمية في ملفي الديمقراطية والحقوق في السنوات الثلاث الأخيرة على وجه الخصوص.
وأعاد محمد عبيد الله للأذهان أن سجون تركيا باتت تكتظ بالصحفيين والأكاديميين، فضلًا عن وجود 18 امرأة مع 800 من أطفالهن، وذلك بناءً على تهم جاهزة فضفاضة كالانتماء إلى تنظيم إرهابي أو أهانة الرئيس.
كما لفت عبيد الله إلى أن أردوغان بات في الفترة الأخيرة يتدخل في كل القرارات في البلاد، على رأسها ملف الاقتصاد، رغم عدم تخصصه في هذا المجال، كان أبرزها إقالته محافظ البنك المركزي مراد تشاتين كايا بسبب عدم تنفيذ تعليماته بتخفيض سعر الفائدة.
كما أكد عبيد الله أن باباجان لا يعتبر شخصية عادية داخل حزب العدالة والتنمية، خاصة وأنه أحد مهندسي النجاحات الاقتصادية التي حققها أردوغان، ويتغنى بها في كل خطاباته، منوّهًا بأن الحصة الأكبر في تشكّل مصطلح “النموذج التركي” في بدايات حكم العدالة والتنمية تعود إليه.
وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد انشقاق عدد من قادة حزب العدالة والتنمية من أجل الانضمام للحزب الجديد، مشيرًا إلى أن هناك أصواتًا داخل كواليس حزب العدالة والتنمية وأروقة القرار السياسي في تركيا تتحدث عن إمكانية انشقاق ما يقرب من 80 عضوا برلمانيا تابعًا لحزب العدالة والتنمية وعدد آخر من الأحزاب الأخرى، من أجل تحقيق أرضية قوية وصلبة لحزب باباجان في البرلمان.
وفي تصريحاته لموقع “زمان التركية”، قال محمد عبيد الله: “باباجان يعتبر الصانع الحقيقي للنهضة الاقتصادية في تركيا، ولم يعلم عنه تورطه في ممارسات الفساد مثل الآخرين”، مشدّدًا على أنه فرصة نجاحه منوطة بوعوده في مجالات الديمقراطية والحقوق وقدرته على تحقيقها وممارسة النقد الذاتي لسكوته على إجراءات أردوغان التعسفية حتى اليوم.