أنقرة (زمان التركية) – بالرغم من انتهاء انتخابات المحليات في تركيا التي انتهت بخسارة حزب العدالة والتنمية في عدد كبير من البلديات الكبرى وعلى رأسها إسطنبول وأنقرة، إلا أنه لا تزال أصداء ما شهدته تلك المرحلة يتسبب في أزمات للحزب الحاكم.
أثار نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري ولي أغا بابا العديد من علامات الاستفهام حول استضافة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) المدعو عثمان أوجلان، شقيق زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبد الله أوجلان، على قنواتها الرسمية قبيل انتخابات الإعادة على منصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى قائلًا: “كيف يمكن أن يكون الشخص على قوائم المطلوبين من قبل جهاز الاستخبارات التركية ولا تستطيع الأجهزة الأمنية العثور عليها، ومن ثم يظهر على التلفزيون الرسمي التركي في شمال العراق”.
وأضاف أغا بابا: “في كل مرة سنضع واقعة عثمان أوجلان في وجههم. هل هذه هي القومية؟ هل هذه هي الوطنية؟ كل ذلك هراء”.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أغا بابا في مقر حزب الشعب الجمهوري بمدينة مالطيا، حيث قال: “إن هذا الشخص من مؤسسي حزب العمال الكردستاني، ويقال إنه أصدر تعليمات بإعدام جنود أتراك من قبلُ، وهو موضوع في قوائم المطلوبين، لكن التلفزيون التركي الرسمي يستطيع أن يجري حوارًا معه قبل انتخابات الإعادة في إسطنبول بيومين ويطلب منه دعمًا للحزب الحاكم. أنا نائب برلماني منذ 8 سنوات، لم يجرِ التليفزيون الرسمي حوارًا معي. شاشات التلفزيون الرسمي محظورة على رئيس حزب الشعب الجمهوري، بينما مفتوحة على مصراعيهها لعثمان أوجلان. علينا أن نوضح للجميع هذا الأمر، لأنه أمر خطير للغاية”.
أما أردوغان فقد علق على الأمر عقب الانتخابات بأيام قليلة، قائلًا خلال تواجده في مطار أسان بوغا في أنقرة للتوجه لمدينة أوساكا اليابانية لحضور قمة العشرين: “لا أعرف أن عثمان أوجلان كان على قوائم المطلوبين… أنا أثق في العاملين في التليفزيون الرسمي، وهم يقومون بعملهم باحترافية كبيرة”.
وكان عثمان أوجلان قد ظهر على قناة “TRT” الكردية التابعة لهيئة الإذاعة والتليفزيون التركية، عشية إعادة انتخابات إسطنبول المحلية، التي أجريت في 23 يونيو/ حزيران الجاري، بعد الكشف عن خطاب عبد الله أوجلان الداعي للأكراد بالحياد في التصويت.
ومن المثير أن شقيق أوجلان طالب الأكراد بدعم مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم، زاعمًا أن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، لم يقدم رسالة فعلية ومؤثرة للأكراد، وأن حزبه لا يحمل أي مشاريع بالنسبة للأكراد ويهرب من مشاكلهم.
وتسببت الواقعة في انتقادات حادة ضد أردوغان، بسبب استغلاله الورقة الكردية في محاولة لاستقطاب الناخبين الأكراد، في انتخابات الإعادة على منصب رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى.