روما (زمان التركية) – في بلد باتت فيه الصحافة وحرية التعبير جريمة يعاقب عليها القانون، تستمر وسائل الإعلام والصحف العالمية تسليط الضوء على التجاوزات التي ترتكبها الحكومة التركية بحق الصحفيين، خصوصًا بحق الصحفي الليبرالي الشهير دوليًّا أحمد ألتان المتهم بالمشاركة في الانقلاب الفاشل عبر توصيل رسائل مشفرة إلى الانقلابيين خلال حلقة نقاشية في برنامج تلفزيوني!
قال الكاتب الصحفي الإيطالي الشهير روبيرتو سافيانو في مقاله الرئيسي بجريدة “سبريسو”: “طالما ظل الصحفي التركي المعروف دوليا أحمد ألتان داخل السخن، نحن في الخارج لا يمكننا التنفس. هذه هي أكبر خسارة لنا”.
وأوضح سافيانو أنه قرأ كتاب ألتان الذي يحمل العنوان: “لن أرى الدينا مرة أخرى”، قائلًا عن الظلم الذي تعرض له: “توجد دولة معادية للديمقراطية على حدود أوروبا. تستمر أوروبا في التعاون معها. السجون التركية لا تزال مليئة بالسجناء السياسيين. بحسب تقرير لجنة حقوق الإنسان الأوروبية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016 فإن السجون التركية تضم 120 صحفيًّا. طالما الوضع هكذا، فإن ذلك يعني أن أشياء سيئة تحدث في تركيا. أما أوروبا فليست أفضل حالا من تركيا، إذ تتوالى التهديدات والاعتداءات . ديمقراطية أوروبا تضعف شيئًا فشيئًا. لذلك تركيا مهمة؛ لأنها تظهر لنا ما الذي سنتحول إليه إن واصلنا على هذا المنوال. ومع أننا أيضًا في طريقنا إلى جهنم، إلا أنه يجب أن تكون أولويتنا منصبة على من هم يعيشون في جهنم الآن بالفعل”.
وأضاف: “السلطات التركية تتهم الصحفيين بمحاولة الانقلاب، وذلك لأنهم يعرفون الرجال الذين تورطوا فعلاً في محاولة الانقلاب.. توجد بقعة سوداء في دماغي تتسع يوما بعد يوم بشأن حقيقة أحداث الانقلاب. والتهم المفقترة إلى الأدلة لا يمكن الموافقة عليها أيضًا. حتى إن هناك اتهامات لا وجود لها في الحقيقة، بدءًا من بعث رسائل مشفرة إلى العقل الباطن للناس وانتهاء بالإرهاب”.
يذكر أن السلطات التركية لم تسمح إلا عدد قليل فقط من الأشخاص بحضور مرافعات محاكمة أحمد ألتان والصحفية ناظلي إيليجاك، وغيرهما من الصحفيين.