أنقرة (زمان التركية) – وجهت صحيفة فايننشال تايمز الإنجليزية عددًا من النصائح للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أعقاب خسارة حزبه بلدية إسطنبول الكبرى.
وفي افتتاحيتها بعنوان “يجب أن تدفع خسارة إسطنبول أردوغان لإعادة حساباته” تناولت الصحيفة فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، مشددة على ضرورة تركيز أردوغان على تحقيق إصلاحات ونمو دائم.
واستهلت الصحيفة مقالها بأن أردوغان راهن على الانتخابات وخسر خسارة فادحة، مفيدة أنه ضغط على القضاء لإعادة الانتخابات بعد خسارته رئاسة إسطنبول بفارق بسيط، غير أن الناخبين أجابوا على ممارسات أردوغان هذه بضمانهم فوز أكرم إمام أوغلو بفارق كبير بلغ 800 ألف صوت.
ووصفت الصحيفة نتائج انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول بـ”الانتصار الكبير للديمقراطية”، موضحة أنه يتوجب على أردوغان حاليا إمعان التفكير فيما سيفعله في هذا الوضع.
وأضافت الصحيفة أن هزيمة أردوغان في العاصمة التجارية لتركيا بمثابة “لكمة رمزية عنيفة للنظام الحاكم”، مذكرةً بأن أردوغان بدأ مسيرته السياسية قبل 25 عاما كرئيس لبلدية إسطنبول.
وأشارت الصحيفة إلى خسارة حزب العدالة والتنمية لأهم المدن التركية، تمثل خسارة مادية كبيرة، مفيدة أن العدالة والتنمية كان المالك الوحيد منذ سنوات لميزانية إسطنبول التي تقدر بـ4 مليارات دولار، وأن المحاباة التي قدمها عبر المناقصات والخدمات الحكومية كانت عنصرا مركزيا في بقائه بالسلطة.
هذا وشددت الصحيفة على ضرورة إقصاء أردوغان لصهره، برات ألبيراق، من بين من يقدمون له الإحاطة الاقتصادية، ومنح من سيخلفه حرية إجراء إصلاحات بنيوية في الاقتصاد.
يذكر أن إمام أوغلو فاز ببلدية إسطنبول مرشحا عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في انتخابات المحليات التي جرت في 31 مارس/ آذار المنصرم، على حساب مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، لكن اللجنة العليا للانتخابات قررت إعادة التصويت في إسطنبول في ٢٣ يونيو، بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية بحجة وقوع مخالفات تصويتية كبيرة، ليفوز إمام أوغلو مجددا وبفارق كبير يصل إلى نحو 800 ألف صوت الأحد الماضي.
و تعاني تركيا من أزمة اقتصادية كبيرة وصلت ذروتها في شهر أغسطس الماضي، أدت لفقدان العملة ما يقرب من ثلث قيمتها، وألقت بظلالها على مستوى معيشة المواطنين، ورغم حزم الإصلاح الاقتصادي الحكومية إلا أن الأزمة ما تزال مستمرة حتى الآن.