إسطنبول (زمان التركية) – حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبيل انتخابات 23 يونيو/ حزيران الجاري، على الاستعانة بخطاب الزعيم الكردي المعتقل عبد الله أوجلان، من أجل استقطاب الناخبين الأكراد، إلا أنه ما إن خسر الانتخابات إلا وعاد ليصفه مرة أخرى بـ”الزعيم الإرهابي”.
فقد تحدث أردوغان عن ورقة أوجلان التي لوَّح بها قبيل انطلاق الانتخابات، حين أشار إلى خطابه الذي دعا فيه الأكراد للحياد في التصويت، وكان من الملاحظ تغير لغة أردوغان تجاه القيادي الكردي المعتقل، فبعد أن كان يقول “أوجلان” قبيل الانتخابات عاد ليصفه بـ”الزعيم الإرهابي القابع في إمرالي”، حيث قال: “إن التصريحات التي أدلى بها الزعيم الإرهابي في إمرالي دليل واضح على اختلافات الرأي الخطيرة التي ظهرت داخل التنظيم” في إشارة لحزب العمال الكردستاني المصنف كحركة إرهابية في تركيا والذي أسسه أوجلان.
وعلق أردوغان على نتائج الانتخابات خلال كلمته في اجتماعه مع تكتل نواب حزبه في البرلمان، قائلًا: “سياستنا لا تعرف الغضب في وجه الشعب أو اتهامه. وإنما على العكس تمامًا، سنحاسب أنفسنا بسبب عدم تمكننا من الحديث عن أنفسنا في كل من 31 مارس/ أذار و23 يونيو/ حزيران. لن نتجاهل الرسائل التي قدمها لنا الشعب”.
كما تقدم أردوغان بالشكر لمرشحه الخاسر بن علي يلدريم، قائلًا: “إن المرحلة التي مررنا بها حتى الآن هي عملية قانونية. بالتأكيد كنا نتمنى فوز السيد بن علي يلدريم في الانتخابات. وأنا من موقعي هذا أتوجه له بالشكر. لقد بدأ السيد بن علي رحلته الخدمية كبيروقراطي في إسطنبول إلى أن وصل اليوم رئيسًا للبرلمان. فقد وهب حياته لعمله وخبراته ومشروعه. إلا أن هذه كانت إرادة أهالي إسطنبول. الأهم بالنسبة لنا هو احترام إرادة الشعب”.
وفيما يتعلق بتحالفه مع حزب الحركة القومية، أكد أردوغان أن التحالف قائم ومستمر، قائلًا: “قال الشعب في انتخابات 31 مارس/ آذار لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لا تتوقفوا، استمروا. أمامنا هدف 2023. وسنصل إلى هذا الهدف إن شاء الله. وستشهد الفترة المقبلة احتلال الاقتصاد أولى اهتماماتنا”.
أما فيما يتعلق بإعادة النظر في التشكيل الوزاري، فقد أكد أردوغان أنه لا حاجة لإعادة النظر فيه في الوقت الحالي، وأنه سيتم إجراء ذلك عند اللزوم.
كما علق أردوغان على الموضوعات الشائكة بعيدًا عن السياسة الداخلية، مؤكدا أن تركيا لن تتراجع خطوة عن منظومة S-400 الروسية، قائلًا: “سنبدأ الشهر المقبل استلام المنظومة. تركيا لن تحني رأسها أمام أحد. أزمة S-400 هي مسألة سيادة لنا، ولن نتراجع خطوة للوراء”.
وأضاف أن تركيا عازمة على استمرار أعمال التنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط دون توقف، بالرغم من الانتقادات المتتالية من الجانب اليوناني.
يذكر أن اللجنة العليا للانتخابات قررت إعادة التصويت في إسطنبول في ٢٣ يونيو، بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية، بعد خسارته ليفوز مرشح المعارضة للمرة الثانية على مرشح الحكومة بن علي يلدريم، بفارق كبير يصل إلى نحو 800 ألف صوت الأحد الماضي.
وتواجه تركيا تحديا اقتصاديا كبيرا منذ أغسطس الماضي، بسبب فقدان العملة ما يقرب من ثلث قيمتها، الأمر الذي ألقى بظلاله على مستوى معيشة المواطنين، ورغم حزم الإصلاح الاقتصادي الحكومية إلا أن الأزمة ما تزال مستمرة حتى الآن.