أنقرة (زمان التركية) – يرى عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن برات ألبيراق، صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، قام بتضليله عن طريق إقناعه بضرورة إعادة انتخابات بلدية إسطنبول.
ويبدو أن فوز أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى أمام العدالة والتنمية لأول مرة منذ 17 عاما سيتسبب في إثارة مساءلات عنيفة في البيت الداخلي للحزب.
وبحسب مصادرة مطلعة فإن أعضاء الحزب يرون أن إعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى كانت بمثابة خطأ فادح ويحملون وزير الخزانة والمالية، برات ألبيراق، مسؤولية هذا وسط الحديث عن ضرورة اتخاذ أردوغان الإجراءات اللازمة في هذا الصدد.
ويدور الحديث في أروقة الحزب عن ضرورة مراجعة إدارة الحزب والتشكيل الوزاري بدون إضاعة للوقت والتخلي عن سياسة الاستقطاب والإصلاح السريع للجوانب المتداعية للنظام الجديد المتسببة في انقسامات بقاعدة الحزب، وتدخل أردوغان ضد الجماعات التي تضر بالحزب من داخله، وإلا فإن الحزب سيتعرض لخسارة أعنف خلال الانتخابات المقبلة.
ويرى أعضاء الحزب أيضا أن أردوغان كان تقبّل نتائج انتخابات الحادي والثلاثين من مارس/ آذار الماضي كما ظهر من تصريحاته عقب ظهور النتائج، غير أن صهره ألبيراق وأنصاره أقنعوه أن إعادة الانتخابات قد تعيد الناخبين الغاضبين من الحزب إلى صناديق الاقتراع، وقد يسفر هذا عن فوز الحزب بالانتخابات.
وتشير الأحاديث المتداولة داخل الحزب إلى استخدام ألبيراق شتى الحجج لإعادة الانتخابات، ويتوقع قيادات من الحزب أن يبادر أردوغان إلى محاسبة من خدعوه وتسببوا في ارتفاع الفارق من 13 ألف إلى 800 ألف صوت.
هذا ويرى عدد من أعضاء الحزب أن أردوغان لم يحقق النتيجة المنشودة كرئيس للجمهورية وزعيم للحزب.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر إسطنبول في الانتخابات البلدية التي جرت 31 مارس الماضي، لصالح المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة التصويت في إسطنبول في ٢٣ يونيو الجاري بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية بحجة وقوع مخالفات تصويتية أثرت على النتيجة، لكن إمام أوغلو مرشح المعارضة، نجح باكتساح في الجولة الثانية التي انعقدت أول أمس.