إسطنبول ( زمان التركية) نشرت صحيفة العرب اللندنية تقريرا بعنوان “انتخابات بلدية إسطنبول تفضح تخبط السياسة الخارجية التركية”، تحدث عن مأزق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحالي.
وأشار التقرير، الذيكتب نصوصه الكاتب المصري المعروف محمد أبو الفضل، إلى أن استطلاعات الرأي ترجح كفة مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو على حساب مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، بن علي يلدريم، في انتخابات الإعادة على منصب عمدة بلدية إسطنبول الكبرى.
ولفت التقرير إلى أن أردوغان استغل حادثة وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، لترسيخ زعامته للعالم الإسلامي، والاتجار بها داخليا، في محاولة لتكرار سيناريو خاشقجي مع القاهرة.
وقد زعم أردوغان أن أكرم إمام أوغلو، مرشح المعارضة لبلدية إسطنبول، هو رجل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في تركيا، وتساءل “هل ستنتخبون يلدريم أم السيسي؟”.
من جانبه قال الباحث التركي محمد عبيدالله للصحيفة إن تزامن وفاة مرسي مع قرب موعد انتخابات إسطنبول، فرصة جيدة لأردوغان ليستغلها في رصّ صفوف مؤيديه والدفع بهم إلى صناديق الاقتراع، بعد أن استاؤوا من ضغوطه على اللجنة العليا للانتخابات حتى اتخذت قرار الإعادة الذي أراحه كثيرا”.
وأضاف أن كلام أردوغان ظهر منه أنه “كمن سرّ بوفاة مرسي في هذا التوقيت بالذات، لأنه يرى كل شيء من حوله أداة للدعاية، وبعد أن وصف مرسي بالشهيد بادر مباشرة إلى الحديث عن السياسة الداخلية، التي تمثل الهاجس الأكبر له”.
وكان أردوغان قد طالب بفتح تحقيق دولي في وفاة مرسي، لكن مصر أرسلت إلى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والتي دعت إلى تحقيق في واقعة الوفاة أيضا، جوابا صريحا على اتهامات الرئيس التركي، مجددا التذكير بانتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة في تركيا، والتي طالت عشرات الآلاف من المواطنين بذريعة الصلة بالانقلاب العسكري قبل عامين، أو بحركة الخدمة التي يتزعمها المفكر الإسلامي فتح الله غولن.
ورجح عبيد الله أن نسبة كبيرة من أنصار أردوغان سيقاطعون الانتخابات أصلا أو يدعمون مرشح المعارضة إمام أوغلو الذي يرونه قد ظلم من قبل السلطة في مسألة الإعادة.
ويعتقد الباحث التركي، أن نجاح المعارضة في إسطنبول “ليس مضمونا، في ظل ما يمكن أن يفعله أردوغان، وإذا تمكن إمام أوغلو من الفوز، فإن الرئيس التركي بدأ فعلا يهدده عن طريق جهاز القضاء، حيث ألمح إلى استخدامه لمنعه من رئاسة إسطنبول قبيل بدء ماراثون الانتخابات”.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر إسطنبول في الانتخابات البلدية التي جرت 31 مارس الماضي، لصالح المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو.
وقررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة التصويت في إسطنبول في ٢٣ يونيو الجاري بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية بحجة وقوع مخالفات تصويتية أثرت على النتيجة.