ماردين (زمان التركية) – فتحت السلطات التركية تحقيقًا بشبهة الفساد بسبب عدم تسليم الوحدات السكنية التي أقامتها رئاسة إدارة الإسكان الجماعي للمواطنين منذ سنوات، والتي بدأت إنشائها عقب قرار حظر التجوال في مدينة نصيبين التابعة لمحافظة ماردين جنوب البلاد.
كانت إدارة الإسكان الجماعي (TOKİ) التابعة للحكومة التركية قد بدأت في أعمال إنشاءات 9 آلاف و500 وحدة سكنية في بلدية نصيبين التابعة لمدينة ماردين جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية، بعد رفع حظر التجوال المفروض في الفترة بين 14 مارس/ آذار 2016 و21 أبريل/ نيسان 2016، تعويضًا عن المباني السكنية التي دمرت، إلا أنها لم تنهها حتى الآن ولم تسلمها لمستحقيها، بالرغم من الدعاية المستمرة التي رددها الرئيس رجب طيب أردوغان طويلًا وافتخر بها.
وكان شهر يناير/ كانون الثاني الماضي قد شهد إجراء قرعة سرية لتسليم عدد 342 وحدة سكنية و36 مكان عمل لمستحقيها، إلا أنه لم يتم تسليمها لمستحقيها حتى الآن.
أما رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان فقد شارك في حفل تسليم الوحدات لمستحقيها قبل الانتخابات المحلية التي عقدت في 31 مارس/ آذار الماضي، موضحًا أن الوحدات سلمت لمستحقيها؛ إلا أن المواطنين بدأوا التقدم بشكاوى بسبب عدم استلامهم للوحدات بعد أن غادر أردوغان المدينة، كما أكد البعض أنهم إعانات الإيجار التي كانوا يحصلون عليها تم وقفها.
وكشفت مصادر مطلعة أنه قد تم فتح تحقيقات فساد للوقوف على حقيقة الأمر بسبب تأخر تسليم الوحدات لمستحقيها، مشيرة إلى أن مفتشي وزارة البيئة والتخطيط العمراني اكتشفوا وجود تلاعب وفساد في إنشاءات الوحدات السكنية خلال جولتهم في المدنية في شهر مايو/ أيار الماضي.
كما تم فتح تحقيقات مع شركات الإنشاءات والمقاولات المسؤولة عن أعمال الإنشاءات، ضمن تحقيقات واسعة شملت جودة الخرسانة المستخدمة والجبس والأبواب والشبابيك.
وأوضحت المصادر أن شركات الإنشاءات والمقاولات حققت أرباحًا قدرت بملايين الدولارات نتيجة التلاعب في المواد المستخدمة، الأمر الذي دفع المفتشين لفتح تحقيقات فساد ضد الشركات.