تقرير محمد عبيد الله
أنقرة (زمان التركية) – أدلى وزير داخلية تركيا سليمان صويلو بتصريحات غريبة حول أنشطة التنظيمات الإرهابية في تركيا حيث قال: “نسأل الله أن يحفظ مدينة إسطنبول! لا تشهد إسطنبول هجمات وتفجيرات إرهابية منذ 31 يناير 2016. الشعب ينعم بالأمان منذ سنتين ونصف“.
قال الوزير التركي في تصريحاته أيضًا إن تنظيم داعش نشط في تركيا بدرجة كبيرة، ولكنه يتحرك في خفاء، وأضاف: “إن تنظيم داعش نشط داخل تركيا بدرجة كبيرة، في الأعوام الثلاثة الأخيرة؛ لذلك فإن جميع قواتنا ووحدات الأمن في أعلى مستويات اليقظة والاستعداد”، وذلك في رده على أسئلة الصحفيين.
وأجاب صويلو على أسئلة الصحفيين حول التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا قائلًا: “نحن نكافح حزب العمال الكردستاني من ناحية. ولكن يبدو أن داعش في نشاط سواء في محيط تركيا أو داخلها. جميع وحدات وأجهزة الاستخبارات لدينا تعمل بأقصى قوتها. يجب علينا أن لا ندع مجالًا لزعزعة استقرارنا وأمننا. هناك ما نعلن عنه، وما لا نعلن عنه. ولكن أجهزة استخباراتنا وقوات الأمن تشن حملات قوية جدًا. نحن نرى تلك التحركات بشكل واضح منذ سنة ونصف تقريبًا”.
جاءت تصريحات وزير الداخلية التركي بعد أن أجرى اثنان من محامي عبد الله أوجلان؛ زعيم حزب العمال الكردستاني، زيارة له في محبسه بسجن جزيرة “إمرالي” الواقعة في بحر مرمرة قرب مدينة بورصا غرب تركيا، في الثاني من الشهر الحالي عقب سنوات من الحظر، وفي أعقاب نشره بيانًا عبر محاميه في السادس من الشهر نفسه أعلن فيه عن آرائه حول الأوضاع الأخيرة لأنصاره في السجون على وجه الخصوص، بالإضافة إلى جملة من القضايا الأخرى.
من جانبه، أورد حساب “نبض تركيا” تصريحات سليمان صويلو حول “النشاط غير المسبوق لداعش في تركيا منذ 3 سنوات”، ثم عقّب بقوله: “يبدو أن نظام تحالف الإسلاميين والقوميين (تحالف حزب العدالة والتنمية الإسلامي وحزب الحركية “القومية”) سوف يوظف مرة أخرى تنظيمي داعش والعمال الكردستاني لرفع عدد الأصوات القومية والإسلامية”.
وأعاد نبض تركيا التذكير بأن تنظيم داعش الإرهابي كان قتل 34 كرديا عام 2015 في بلدة سروج المتاخمة للحدود السورية، ثم قتل العمال الكردستاني في صبيحة هذا الهجوم شرطيين بدعوى صلتهما بداعش، ومن ثم توالت الهجمات المتبادلة بين الطرفين، وتحولت المناطق الشرقية من تركيا إلى ساحة حرب بحجة مكافحة الإرهاب، ومن ثم استطاع حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان استرداد الحكومة المنفردة في انتخابات الإعادة في الأول من نوفمبر 2015 بفضل الأصوات الإسلامية والقومية، بعد ما فشل في تشكيل الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة المنفردة في انتخابات 7 يونيو 2015 السابقة.
وتابع نبض تركيا في سلسلة تغريداته أن رئيس وزراء تلك الفترة أحمد داود أوغلو كان أدلى بتصريحات مثيرة بعد هجوم داعش في العاصمة أنقرة عام 2015 على تجمع ضم عشرات الآلاف من المواطنين المدنيين، معظمهم من الأكراد، مما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص، حيث قال فيها: “لقد أجرينا استطلاعًا للرأي بعد مجزرة أنقرة الإرهابية لجسّ نبض الرأي العام، فلاحظنا ارتفاعًا ملموسًا في نسبة الدعم لحزبنا”!
وذكّر نبض تركيا أن المعارضة التركية بقيادة حزب الشعب الجمهوري كانت وقتها قدمت إلى البرلمان استفساراً تطالب فيه أحمد داود أوغلو بالكشف عن دلالات تصريحاته المذكورة، وأن مركز الاستخبارات التابع للاتحاد الأوروبي رصد في تقرير له، كشف عنه موقع “أحوال تركية”، أن هجوم أنقرة تم بـ”تكليف خاص” من نظام أردوغان لعناصر داعش، ثم أردف قائلاً: “لذلك فإن التحذيرات الجديدة للمسؤولين من عودة الإرهاب تثير الشكوك والمخاوف”.
تطرق نبض تركيا كذلك إلى تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الغريبة التي قال فيها: “حفظها الله! إسطنبول لا تشهد هجمات إرهابية منذ 31 يناير 2016. فليس هناك أي تفجير في إسطنبول منذ 2016. الشعب ينعم بالأمان منذ سنتين ونصف”، ثم علق “نبض تركيا” عليه بقوله: “وكأنه يتمنى أو يكشف عن خطتهم الخبيثة لاسترداد بلدية إسطنبول، كما وظفوا الإرهاب في 2015 لاسترداد الحكومة المنفردة”.
وقال في ختام تغريداته: “هذه التصريحات مقلقة ومخيفة فعلا .. مع أن أردوغان يزعم أنه يسعى للقضاء على الدولة العميقة إلا أنه منذ 2013 يستخدم أساليب تلك الدولة العميقة وكأن روحها انتقلت إليه عن طريق التناسخ! تركيا لن تتحمل موجة إرهاب جديدة في ظل الأزمة الاقتصادية.. ونار الإرهاب قد تحرق نظام أردوغان أيضًا”، على حد تعبيره.