واشنطن (زمان التركية) – كتب زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي المعتقل في سجن شديد الحراسة بمدينة أدرنة، صلاح الدين دميرتاش، مقالًا لجريدة واشنطن بوست الأمريكية، للتعليق على انتخابات البلديات التي شهدتها تركيا في 31 مارس/ آذار الماضي.
وقال دميرتاش في مقاله: “لقد تعرض أردوغان لهزيمة مهينة… وأكدت نتائج الانتخابات أن الشعب التركي يصر على مطالبه بالعيش بشكل ديمقراطي وفي سلام فيما بين أبنائه”.
وأكد في رسالته لجريدة واشنطن بوست أن انتخابات المحليات التي أجريت في تركيا 31 مارس/ آذار الماضي تحتوي على العديد من الرسائل المهمة لأردوغان ولكل الطبقة الحاكمة، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي كان يرى أن تلك الانتخابات هي بمثابة استفتاء، إلا أنه تعرض لهزيمة موجعة، إذ خسر حزبه المدينة التي بدأ فيها رحلته السياسية، بل وخسر معها أكبر 5 مدن كبرى.
وأوضح دميرتاش أن حزب العدالة والتنمية في السنوات الأخيرة ابتعد عن قيم الإسلام والأخلاق، كما ابتعد عن الديمقراطية، مؤكدًا أن الهزيمة التي تعرض لها الحزب نتيجة التكبر وصم الآذان عن الانتقادات الموجهة إليه بسبب الفساد والظلم الذي يقوم به.
وشدد على أن السياسات التي يتبعها حزب العدالة والتنمية ضد معارضيه، وبشكل خاص ضد الشعب الكردي، تزيد من حالة الاستقطاب داخل المجتمع، قائلًا: “الجزء الأكبر من الأكراد يريدون العيش في سلام مع باقي الشعوب والمواطنين. فقد سئموا الحروب والعنف، إن الأكراد يحتاجون إلى الديمقراطية، والإصلاحات السياسية والاجتماعية والثقافية. ونحن قدمنا وعودًا بالعمل من أجل تنفيذ وتحقيق تلك الأهداف. ولكن رئيس الجمهورية هو المسؤول الأول والرئيسي عن عدم تحقيق ذلك هو وحزبه”.
وسلط دميرتاش الضوء على حالات النشطاء السياسيين المعتقلين داخل السجون التركية بسبب مطالبتهم بإلغاء حالة العزلة المفروضة على الزعيم الكردي المعتقل منذ سنوات عبد الله أوجلان، وأن أغلب هؤلاء النشطاء بدأوا في الإضراب عن الطعام، قائلًا: “إن عبد الله أوجلان يتعرض للعزلة منذ 20 عامًا، داخل سجن جزيرة إمرالي ذي الحراسة المشددة، مع منع زيارة المحامي الخاص به والزيارات العائلية عنه. إلا أن هؤلاء المضربين عن الطعام يؤكدون أن أوجلان يلعب دورًا كبيرًا في رسم ملامح الحل الديمقراطي والسلمي للأزمة الكردية في تركيا. ومن المعروف أن أوجلان لديه تأثير على الأكراد سواء في تركيا أو في سوريا أيضًا. كذلك من المعروف أن حزب العمال الكردستاني لا يسمع لأحد غير أوجلان”.
وشدد على أن أعضاء حزبه، بما في ذلك المعتقلون داخل سجون أردوغان، مصرون على التمسك بخيار المقاومة السلمية والديمقراطية، قائلًا: “نحن نؤمن بمستقبل ديمقراطي ومضيء لتركيا. ونرى أن هذه الانتخابات كانت مرشدًا للطريق. فإذا استمرت الحكومة في استبدادها، سيكون هناك المزيد من الأزمات السياسية والاقتصادية”.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فاز بالأغلبية في الانتخابات البلدية، لكنه خسر أهم وأكبر المدن التركية كإسطنبول وأنقرة وإزمير، الأمر الذي يعد خسارة مدوية له.
وفاز المرشحون من حزب الشعب الجمهوري المعارض بالمدن الكبرى التي خسرها الحزب الحاكم، بعد هيمنته عليها لفترة طويلة.