(زمان التركية) قال الصحفي الأيرلندي ستيفن ستار أنه رغم إصرار الرئيس التركي على أن الانتخابات في بلاده حرة ونزيهة، فإن تحديه المفاجئ للانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول أثار التساؤلات عن مفهومه عن الديموقراطية.
وأضاف في مقاله بصحيفة “ذي اراب ويكلي” أن حزب العدالة والتنمية الحاكم طلب إعادة التصويت في إسطنبول رغم أنه من المعروف أن مرشح حزب الشعب الجمهوري فاز بالسباق الانتخابي، لافتا إلى أن الانتخابات السابقة تمت من أي تدخل سياسي مباشر.
وتابع الصحفي الذي عاش في سورية وتركيا لثمان سنوات أن الرئيس أردوغان تعهد بقبول أي نتيجة تصدرها اللجنة العليا للانتخابات، لكن لما ظهرت النتائج قال إن هناك “سرقة في صندوق الاقتراع”.
وأردف أن هذا دعا مرشح حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو لوصف مناصري حزب العدالة والتنمية بـ “الخاسرين السيئين”.
واستطرد قائلا إنه على مدى سنوات، أرسل مراقبون للانتخابات من الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ممثلين إلى آلاف مراكز الاقتراع لمراقبة مسار التصويت، ولم يشكك أردوغان في صحة جميع الانتخابات والاستفتاءات السابقة التي فاز بها.
بعد تأمين انتصار متقارب في ذلك اليوم، تجاهل أردوغان سريعاً مطالب خصومه ومخاوفهم. لكن دعوته إلى إعادة فرز الأصوات في انتخابات إسطنبول تظهر للجمهور التركي أن الرئيس لا يستطيع أن يرى القوانين التي تطبق على خصومه، وهي تطبق عليه وعلى حزبه.
خسارة إسطنبول
وأوضح أن أهمية إسطنبول، تكمن في أنها المدينة التي قادها أردوغان عندما كان رئيس بلديتها في التسعينات، لافتا إلى أن انقلاب نتائج التصويت بها وخسارة الحزب الحاكم قد يعود إلى أن سكان المدن هم الأكثر تضرراً من ارتفاع معدلات البطالة الذي أثارته الأزمة الاقتصادية التي برزت في الصيف الماضي.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر أهم وأكبر المدن كإسطنبول والعاصمة أنقرة وإزمير، في الانتخابات البلدية التي أجريت في 31 مارس/آذار الماضي، رغم فوزه بالأغلبية في عموم البلاد.
ويرفض حزب العدالة والتنمية الاعتراف بخسارته لإسطنبول حتى الآن بسبب فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو على رئيس الوزراء السابق، ومرشح الحزب الحاكم، بن علي يلدريم، وهي الهزيمة الأكثر إيلامًا على مستوى البلاد.