إسطنبول (زمان التركية) – تذمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التطورات التي بدأ يشهدها حزبه العدالة والتنمية، خاصة بعد موقفه الرافض للاعتراف بنتائج الانتخابات المحلية التي أسفرت عن فوز المعارضة بالمدن الكبرى.
وقال أردوغان خلال الكلمة التي ألقاها في اللجنة العامة لجمعية الأئمة والخطباء: “إن الجميع بدأ في التشتت والانتكاس بعد الانتخابات” مؤكدًا أن “هذا ليس من شيم المناضلين أصحاب الدعوة والرسالة”، على حد تعبيره.
وأضاف أردوغان: “أرى أن كثيرًا من زملائنا يبحثون عن توجهات ومسارات جديدة في وقت يجب أن نتضامن ونتكاتف ونقف جنبًا إلى جنب. وقد وصل التشتّت بهم بحيث بدأ البعض يشكّك في جدوى مسجد جامليجا الذي يُعد أكبر المساجد في الشطر الأسيوي من إسطنبول.”
وتابع الرئيس أردوغان في كلمته بأن الانتماء إلى “مدارس الأئمة والخطباء”، التي تتميز عن غيرها بتدريس العلوم الدينية أيضًا، يعني في الوقت ذاته أن يصبح الإنسان صاحب رسالة عليا والنضال من أجلها، وفق تعبيره.
يذكر أن الرئيس أردوغان يشتكي منذ عام 2016 من الإرهاق الذي يدعي أنه أصاب بعض رموز حزب العدالة والتنمية، مما أدى إلى تصفية داخلية في الحزب، شملت رؤساء عديد من البلديات الكبرى، على رأسها إسطنبول وأنقرة وبورصا وقيصري وغيرها، الأمر الذي دفع أسماء وازنة في الحزب إلى تبني توجهات جديدة.
وبدأت المعارضة الداخلية في حزب العدالة والتنمية ترفع صوتها أكثر، خاصة بعد موقف أردوغان الرافض للاعتراف بفوز المعارضة في المدن الكبرى، حيث خرج رئيس تركيا السابق عبد الله جول وأدلى بتصريحات قوية لأول مرة حول التطورات الأخيرة في تركيا.
وقال جول في بيان نشره عبر موقعه الشخصي الإلكتروني: “الأحداث التي شهدتها تركيا بعد بدء الإعلان عن النتائج في إسطنبول، والتأخير عن بيان النتائج النهائية إلى هذا الحد، ألقت بظلالها على نزاهة الانتخابات”.
وأضاف: “الامتناع عن تسليم محاضر التنصيب لرؤساء البلديات الجدد (الأكراد)، رغم أنهم أكملوا كل الإجراءات القانونية للترشح قبل الانتخابات لم يكن خطوة قانونية، كان يجب الإعلان عن النتائج وإنهاء النقاشات وإيقاف حالة الاحتقان السياسي بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية والطعون”.
كما أكد ضرورة تجنّب مواقف من شأنها أن تثير الشبهات حول نزاهة الانتخابات في تركيا، وأردف قائلاً: “لقد تعرضنا لمعاملات خاطئة فيما مضى، لكن يجب علينا أن نتجنّب ارتكاب تلك الأخطاء ذاتها بعدما تمكّنّا من السلطة وأصبحنا أقوياء”.
جدير بالذكر أن الانتخابات البلدية التي شهدتها تركيا في الحادي والثلاثين من مارس/آذار الماضي، أسفرت عن خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم لأكبر المدن التركية كإسطنبول والعاصمة أنقرة وإزمير، رغم فوزه بالأغلبية في الانتخابات في عموم البلاد.
ويرفض حزب العدالة والتنمية الاعتراف بخسارته لإسطنبول حتى الآن بسبب فوز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو على رئيس الوزراء السابق، ومرشح الحزب الحاكم، بن علي يلدريم.