الخرطوم (زمان التركية) – بعد أن أعلن الرئيس الجزائري عبد العزير بوتفليقة استقالته من منصب رئيس الجمهورية الذي استمر فيه لمدة 30 عامًا، جاء الدور على الرئيس السوداني عمر البشير الذي أقاله الجيش اليوم بعد موجة من التظاهرات في المدن السودانية المختلفة استمرت لأسابيع، بل وفرض عليه الإقامة الجبرية في منزله هو والحاشية المقربة منه.
وجاءت إقالة البشير بعد موجة من التظاهرات العارمة التي استمرت لأسابيع في العديد من المدن السودانية، مطالبة برحيل الرجل الذي تربع على كرسي رئاسة الجمهورية منذ 30 عامًا، واتهم بارتكاب مجازر ومذابح ضد شعبه منذ أن جاء للحكم في عام 1989.
وبحسب قالته مصادر مطلعة لوكالة الأنباء الإنجليزية رويترز، فقد تم فرض الإقامة الجبرية على عمر البشير وعدد من حاشيته ودائرته المقربة منه داخل قصر رئاسة الجمهورية.
وكانت التظاهرات في السودان اندلعت في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على خلفية ارتفاع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية الأخرى، ثم تحولت إلى تظاهرات ضد نظام عمر البشير ككل.
يذكر أن السودان فقدت ثلاثة أرباع احتياطياتها من البترول بعد انفصال جنوب السودان، بناءً على نتائج استفتاء أجري في عام 2011، الأمر الذي انعكس على معدلات التضخم التي وصلت إلى مستوى 70%.
كما يشار إلى أن السودان يفرض عليها مجموعة من العقوبات بسبب المذبحة التي ارتكبتها في منطقة دارفور في عام 2003، أما الولايات المتحدة فلم تكتفِ بفرض عقوبات على السودان، وإنما أوقفت استثماراتها هناك أيضًا.
الصديق المقرب لأردوغان
ويعتبر الجنرال عمر البشير أحد الأصدقاء المقربين من أردوغان. وبالرغم من وجود قرار دولي باعتقاله، إلا أنه كان يحرص على زيارة تركيا، وقال عن أردوغان: “إنه مسلم جيد”.
وفي عام 2009، أي عندما كان أردوغان لا يزال يشغل منصب رئيس الوزراء، كان يدافع ويؤيد زيارة البشير لتركيا، بل وقال إنه ذهب إلى دارفور ولم يتم التأكد من وجود مذبحة أو إبادة جماعية هناك.
وبهذا وقف أردوغان بجانب صديقه المقرب عمر البشير، قائلًا: “إن المسلم لا يمكنه أن يرتكب إبادة جماعية”.
يذكر أن الرئيس السوداني المقال عمر البشير كان قد منح تركيا جزيرة سواكن السودانية المطلة على البحر الأحمر من أجل إعادة ترميمها، الأمر الذي تسبب في انزعاج عدد من الدول العربية.
كما أغلق جميع المدارس والمؤسسات التعليمية التابعة لحركة الخدمة والمفكر الإسلامي، فتح الله كولن الموجودة في السودان، بناءً على طلب من الرئيس التركي، ضمن حملته لتشويه الحركة والتضييق على مؤيديها. وبالفعل تم تسليم 4 مدارس تابعة للحركة إلى وقف “المعارف” الذي يعتبر ذراع أردوغان الطولى في الخارج.
جرائم مروعة للبشير رغم محاولات أردوغان تبرئته
وكانت محكمة الجنايات الدولية أعلنت أن ميليشيات مسلحة مدعومة من الحكومة في دارفور قتلت أكثر من 200 ألف مدني بعد عام 2003، وأن الأحداث شهدت تجاوزات ممنهجة، بالإضافة إلى هجرة الملايين.
أردوغان يصف ما يحدث في السودان بالانقلاب!
من جانبه وصف الرئيس أردوغان، بيان القوات المسلحة السودانية بعزل الرئيس عمر البشير واعتقاله وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة عامين بـ”الانقلاب”.
وقال أردوغان، في كلمة له اليوم الخميس، “نؤيد الشعب وننتظر من الشعب السوداني أن يدخل فورا وبأقصر وقت ممكن إلى الفترة الديمقراطية، وأن يختار الديموقراطية، لأننا نتابع كل هذه التطورات عن كثب، والمشاكل الاقتصادية في البلاد والمشاكل المحلية الأخرى في السودان”، مضيفا: “كل انقلاب ينعكس بدمويته على الشعب، ولا أريد أن يتضرر الشعب السوداني من الانقلاب”.
يذكر أن الفريق أول عوض بن عوف، وزير الدفاع ونائب الرئيس السوداني عمر البشير، أصدر أمرا للقوات المسلحة باعتقال عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وبدء فترة انتقالية لمدة عامين.
وفي بيان بثه التلفزيون السوداني، أكد عوض بن عوف إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في جميع أنحاء البلاد، وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، وحظر التجوال لمدة شهر من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحا، وتشكيل مجلس عسكري حاكم، وحل مؤسسة الرئاسة، وإعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أنحاء البلاد، ووضع دستور دائم للبلاد بنهاية الفترة الانتقالية.
وكان عمر البشير خطف الأضواء بزيارته المثيرة للجدل إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وكانت بعض المصادر زعمت أن الزيارة جاءت بالتنسيق مع أردوغان الذي نفذ عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، التين أسفرتا في نهاية المطاف عن انتقال معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية إلى النظام السوري.