بقلم: علي أونال
هم الذين أطلقوا أطنانا من الأكاذيب والافتراءات بحق جماعة بَيَضَ تابعوها وجه الإسلام والمسلمين في آخر الزمان وبحق أناس كانوا يؤدون مهامهم وواجباتهم المتعلقة بوظائفهم ليُلصقوا بهم التهم بشتى أنواعها. من أجل أن يتمكنوا من حماية الظالمين والخارجين على القانون والمفسدين باسم الحق والعدل.
لكنهم بدأوا يتحدثون عن الدين والدعوة والافتراء والكذب بمجرد أن أصابتهم شرارة صغيرة من الظالمين الذين أيدوهم ودعموهم. ويعد ذلك تجليا لقول الله تعالى في كتابه العزيز: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النار”. إلا أنهم تابعوا أكاذيبهم إذ بدأوا يقولون: “لم نخدع القرَّاء ولم نكذب عليهم” وأكاذيبهم السابقة مازالت في متناول الجميع على العناوين الرئيسية في الصحف. ولا يزال التحدي الذي أطلقه أكرم دومانلي (رئيس تحرير صحيفة زمان التركية) ينتظر الرد، حيث قال: “يا صحيفة أكشام! إن كل ما تلفقينه من الكذب والافتراء يشير إلى أنك لا تمتلكين شيئا من الشرف والأخلاق، ولو كانت لديك ذرة من الكرامة فعليك الاعتراف بافترائك على صحيفة زمان”.
وحتى لاننكر ما لها من حق يجب علينا أن نذكر أنها ردت على أكرم دومانلي برد “قوي”! فعلا. وهو عندما قال دومانلي محذرا قبل عامين: “إن انتقاد الشرطة والقضاء يخدم شبكة أرجينكون. فردت عليه صحيفة أكشام بتنبؤ وفراسة عظيمين بقولها: “على الجميع أن يعرفوا أن الكفاح ضد التنظيم الإرهابي والعصابات وشبكة أرجينكون مستمر بحزم وخطى واثقة. وأنه ليس من الممكن الفشل والإخفاق في قضية أرجينكون. بل الأهم من ذلك هو أن محاربة الوصاية والإرهاب نابعة من الإرادة الشعبية المتفق عليها”.
ولكن “أوجاك طان” رئيس تحرير صحيفة أكشام استمر في تصفيقه للمذعنين أمام التنظيم الإرهابي والفاشلين في قضية أرجينكون والخونة لإرادة الشعب المتفق عليها.
ذكر بديع الزمان سعيد النورسي (رحمه الله) مقياسا عظيما لإثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه المطلق. حيث قال: “إن المرء العاقل يتجنب الكذب حتى ولو كان رجلا ذا مكانة صغيرة له وظيفة صغيرة في مجتمع صغير ولو كان في أمور تافهة. وهو يتورع عن قول الكذب أيضا في المسائل التي يدور النقاش حولها خوفا من انكشاف كذبه وتجنبا للخجل الناجم عنه”. فإذا كان المرء العادي لايمكنه الكذب أمام المجتمع في أمور غير محسومة وفي مواضيع صغيرة دون أن يحس بالخجل ويحمر وجهه، فما مدى نصيب أولئك من الإنسانية. إذ أنهم يستمرون في إطلاق أطنان من الأكاذيب الجسيمة منذ أحد عشر شهرا ونصف الشهر في قضايا عظيمة وخطيرة جدا وأمام التاريخ وملايين من الناس دون أن تحمر وجوههم خجلا؟
ذكر فخر الدين الرازي أن إبليس أيضا يستحي من قول الكذب أمام الله. فضمن أي نوع من الكائنات يندرج هؤلاء إذن؟ فالمحكمة الشرعية لا تقبل بشهادة الكاذب والمفتري حتى ولو كان مسلما. وقد أكد القرآن أن الذين يفترون على الأبرياء ملعونون في الدنيا والآخرة (سورة النور 23). فهل الذين يطلقون هذه الكم الهائل من الأكاذيب والافتراءات وبلسان الصحافة لهم نصيب من الدين يا ترى؟
والذين يؤيدون أولئك ويصطفون وراءهم باسم الدين ورسائل النور، وبدلا عن قيامهم بأداء وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يدعمون المنكر ليكونوا بذلك من المخاطبين بالآية الكريمة: “كونوا قردة خاسئين” (البقرة 65). ويكونوا من المعنيين بالوعيد في الآية الكريمة: “وجعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت”. (المائدة 60) بسبب نفاقهم وإخفائهم للحقائق وتنافسهم في ارتكاب الذنوب وأكل السحت وعدم تنبيههم ومنعهم المتنافسين في ذلك؟
الله وحده يعلم ما سنعيشه من الصعاب في المستقبل وما سنعانيه من المشاكل. وقد يمتحن أتباع حركة الخدمة أو الجماعة بمصاعب شديدة حتى يقولوا مثل فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها في وصف ما عانته في وفاة أبيها محمد صلى الله عليه وسلم إذ قالت: “صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوْ أَنَّهَا صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ عُدْنَ لَيَالِيَا”.
ولكن في ختام الأمر وحين تستيقظ تركيا والذين ثبتوا على الحق رغم المعاناة الشديدة على صباح ربيع أغر فإن الكاذبين والمتكبرين والظالمين الذين دعموهم سيتعرضون لنيران تلو الأخرى على يد ظالمين آخرين، وسيتسابقون للاعتذار من أتباع حركة الخدمة والشعب عن طريق اعترافهم بما يرتكبونه اليوم هم ومن يدعمونهم ونشره في عناوين الصحف وشاشات القنوات التلفزيونية. وإن هناك بطبيعة الحال بُعدا أخرويا لكل ما يعمله الإنسان في هذه الدنيا.