القاهرة (زمان التركية) – تتواصل جهود العلماء الرامية إلى كشف الغطاء عن أسرار الكون دون انقطاع منذ بزوغ فجر الإنسانية.
ولا شكّ أن توصل العلماء إلى معرفة أسباب ظاهرة طبيعية غريبة ظلت غامضة للعديد من العقود يعتبر حدثًا كبيرًا وخبرًا سارًّا للجميع، نظرًا لأن أي كشف علمي بمثابة إزاحة ستار آخر من الغموض عن كوكبنا.
ومؤخراً، تمكن الباحثون من فك لغز «شلالات الدم»، التي تقع في القارة المتجمدة الجنوبية. فوفقاً لما نشره موقع «سكاي نيوز»، فإن شلالات «تايلور» المتجمدة، والتي تقع في وادي «ماكموردو» الجاف، في منطقة الـ«تندرا» في قارة «أنتاركتيكا» المتجمدة الجنوبية، ظلت طوال عقود عديدة لغزًا غامضاً حيّر عقول جميع العلماء والباحثين الذين حاولوا دراستها، وذلك جراء البخار «قرمزي» اللون الذي يتسرب داخل الكتلة الجليدية. بالإضافة إلى المياه «الحـمـراء» التي تتدفق منها، والتي بسببها أطلق عليها اسم «شلالات الدم».
ونقلاً عن صحيفة «ديلي ستار» البريطانية، فإنه منذ لحظة اكتشاف هذه الشلالات للمرة الأولى خلال العام 1911، استمر العلماء في محاولاتهم لفك لغزها الأحمر، وواظبوا على دراسة هذه الظاهرة الفريدة من نوعها والغريبة، وكان التفسير الوحيد الذي توصلوا إليه في البداية وجود «نوع من الطحالب يعيش في المياه». إلا أنهم لم يتمكنوا من معرفة الأسباب الحقيقية من ورائها. ومؤخراً، يعتقد العلماء بأنهم تمكنوا أخيراً من حلّ هذا الغموض.
ونشر عدد من العلماء الذين قاموا بدراسة الظاهرة خلال الفترات الماضية، مقالاً جديداً في قسم العلوم الحيوية الأرضية في دورية الأبحاث الـ«جيوفيزيائية»، أعلنوا فيه عن نتائج عملهم، الذي اعتمد على أخذ عينات من المياه الحمراء الموجودة في الشلال، والقيام بتحليلها ودراستها، حيث تأكدوا أن الطحالب ليست هي السبب في اللون الأحمر الذي تشتهر به شلالات «تايلور» المتجمدة، والسبب الحقيقي في اللون الأحمر الموجود في المياه يعود لوجود تركيز عالٍ جداً لمعدن الحديد في المياه.
وبحسب الخبراء، فعلى الأرجح أن سبب وجود هذا المعدن يعود إلى أن البحيرة القابعة تحت الجليد التي تنبع منها الشلالات، ليس لها إمكانية الوصول إلى الضوء أو الأكسجين بسبب تراكم الثلوج على مدى قرون طويلة، وأن المياه الغنية بالحديد سرعان ما تتأكسد عندما تتعرض للهواء والضوء، فيصدأ الحديد ويصبح لون المياه أشبه بالدم.
الجدير بالذكر أن هذه المنطقة مفتوحة للزوار، ويمكن الوصول إليها إما من القاعدة الأميركية في محطة ماكموردو، أو من نيوزيلندا عبر بحر روس.