إسطنبول (زمان التركية)- بعد الفوز الذي حققه مرشح حزب الشعب الجمهوري “أكرم إمام أوغو ” في الانتخابات المحلية التركية، التي كان ينافسه فيها رئيس الوزراء السابق ورجل أردوغان المخلص ” بن علي يلدريم” علي بلدية إسطنبول، أصبح الرجل هو أول سياسي من حزب ذي مرجعية غير إسلامية ينتزع المدينة الهامة منذ 1994.
تداول المراقبون تحليلاً خاصاً بشخصية إمام أوغلو الذي يشبهه البعض بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لما بينهم من روابط مشتركة بداية من المنبت ” بمنطقة البحر الأسود “، مروراً بمسيرته العملية والسياسية التي بها أوجه شبه كثيرة مع الرئيس التركي ، وختاماً برئاسته لإسطنبول التي بدأ منها أردوغان مسيرته منذ توليه رئاسة بلديتها منذ عام 1994.
وبناء علي ذلك تساءل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عما إذا كان مرشح حزب “الشعب الجمهوري” المعارض أكرم إمام أوغلو، الفائز حتى الساعة بمنصب رئاسة البلدية، سينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الرئاسة في عام 2023.
ولفت الموقع إلى أنّ فوز إمام أوغلو، الجديد نسبياً على الساحة السياسية التركية، إذا ما تحقق، سيكون الثاني له في مسيرته المهنية، إذ سبق له أن تولى منصب رئيس بلدية بيليك دوزو في العام 2014، متفوقاً على “العدالة والتنمية”.
وفي ظل تشكيك البعض بخبرة إمام أوغلو والصورة المحافظة التي رسمها لنفسه، نقل الموقع عن المديرة المساعدة لـ”حزب الشعب الجمهوري” في إسطنبول، “إيلايدا شاغلا كوش أوغلو “، التي عملت عن كثب معه خلال الحملة الانتخابية، قولها إنّه يسعى إلى تكرار تجربته الناجحة في بيليك دوزو (بلديته التي عمل كعمدة فيها منذ عام 2014)، حيث اعتاد أوغلو تفقد المشاكل والتجول بكل شارع فيها، وسعى بنفسه إلى إيجاد الحلول.
وفيما يتعلق بإمكانية منافسة إمام أوغلو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أظهرت نتائج الانتخابات المحلية حدوث انهيار في شعبيته ، في الإنتخابات الرئاسية القادمة لعام2023، نقل الموقع عن الأكاديمية في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، زينب بالشيوغلو ، قولها إنّ إمام أوغلو أظهر قدرة على التحمل ليلة الانتخابات عبر الحفاظ على هدوئه واتصف بالإيجابية طوال مدة الحملة الانتخابية.
في المقابل، رأت الأكاديمية أنّ الوقت ما زال مبكراً للقول إنّ تأثير أردوغان ينحسر وأنّ إمام أوغلو يمثّل قوة توحيدية”، موضحةً: “اسم أردوغان مكتوب بالخط العريض في تاريخ تركيا السياسي”، ومستدركةً: “تُعتبر مسيرة أردوغان المهنية بمثابة خارطة طريق”.
والجدير بالذكر أن الانتخابات المحلية الأخيرة تعتبر انتكاسة وضربة كبيرة لأردوغان وحزبه، لأسباب كثيرة أبرزها الأزمة الاقتصادية التي ضربت تركيا منذ بداية العام الماضي وما خلفته من زيادة البطالة وارتفاع التضخم وخسارة الليرة التركية لحوالي 40% من قيمتها.
علاوة علي الإقالات الجماعية وتشريد الآلاف من أشغالهم وحملة الاعتقالات الواسعة التي قامت بها الحكومة بعد الإنقلاب الفاشل عام 2016.
وقد تحدثت صناديق الاقتراع نيابة عن الشعب التركي المحروم من الاعتراض علي سياسات أردوغان خوفاً من الاعتقال، إذ حرمت الصناديق العدالة والتنمية لأول مرة من رئاسة أهم وأكبر المدن .
ويبدو أن أكرم إمام أوغلو يؤهل نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة ففي لقاء له بعد فوزه بالانتخابات قال أوغلو “اليوم فزنا بإسطنبول ،وفي 2023 سنفوز بالرئاسة”ونالت تلك التصريحات ترحيبا كبيرا بين فئات الشعب التركي الذي وجد فيها الأمل للتخلص من حكم الرجل الواحد .