لندن (زمان التركية) – أصبحت نتائج الانتخابات المحلية التركية الأخيرة حديث الساعة، فخسارة أردوغان وحزبه لقلب تركيا، إسطنبول وأنقرة، بعد هيمنة دامت لأكثر من عقدين، تعتبر بداية النهاية وإنذارًا يهدد نفوذ “السلطان التركي” الذي بذل كل ما بوسعه لتجنب فقدان تلك المدن، ووصف خسارتها بخسارة تركيا بأكملها، وفقًا للكاتب الصحفي إبراهيم غسان.
فعلى الرغم من فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية البلديات، إلا أن خسارته للعاصمتين تعتبر هزيمة حقيقية وتدهورا لشعبيته.
وفي هذا الصدد؛ اعتبر الإعلامي والمحلل السياسي غسان ابراهيم، أن الانتخابات الأخيرة كانت بمثابة استفتاء على شعبية أردوغان.
وقال خلال مداخلة له مع قناة “روسيا اليوم” إن الرئيس التركي تعمد النزول بنفسه إلى كل تجمع انتخابي ليمثل حزبه، فبدلاً من أن نشاهد المرشحين الحقيقيين يقوموا بهذه المهمة، رأينا رأس الدولة نفسه هو من يقوم بالدعاية لحزبه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خوف أردوغان من تلك الانتخابات التي عكست شعبيته الحقيقية، على حد تعبير غسان.
وأشار غسان إلى أن نتائج تلك الانتخابات ساعدت في إظهار شخصيات بديلة، ربما تصبح منافسة لأردوغان في المرحلة المقبلة، أمثال أكرم إمام أوغلو، الذي ربح الانتخابات في إسطنبول وهو شخصية محبوبة في الوسط التركي وربما يواجه أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2023.
وربط مدير مركز الأبحاث والدراسات العربية غسان إبراهيم، تراجع شعبية أردوغان وحزبه بسيطرة فكرة إعادة بناء النفوذ العثماني أكثر من الالتفات إلى بناء دولة حديثة عصرية، وجنون العظمة الذي تجلى في خطابات أردوغان الانتخابية، على حد قوله.
وأضاف إبراهيم أن من ضمن الأسباب أيضًا، سأم المواطن التركي من السياسات الداخلية والخارجية التي يتبعها أردوغان، التي تركز على التوسعات الخارجية في سوريا والعراق ومساندة الجماعات الإسلامية كالإخوان، على حساب الاقتصاد التركي الذي يعاني من أزمات نالت من المواطن التركي.
وأوضح أن فقدان أردوغان للبلديات الكبرى تعني فقدان السيطرة على مصدر التمويل الأكبر للعدالة والتنمية، الذي كان يجلب له المزيد من الأموال التي تمكنه من الإنفاق على الحملات الانتخابية، كما تضع حزبه في المستقبل أمام معارضة قوية تحمل خططا تنموية جديدة.
واختتم غسان إبراهيم حديثه مؤكدا على أن النظام الرئاسي الذي استحدثه أردوغان ليعظم نفوذه قد تكون نتيجته هي الخسارة التي مني بها هو وحزبه في الانتخابات الأخيرة.