أنقرة (زمان التركية) – تناول أبو منصور المغربي، الذي يزعم أنه سفير داعش لدى تركيا، علاقاته مع المخابرات التركية للصحافة الدولية، وكشف عن معلومات قد تدل على دور عناصر داعش في محاولة الانقلاب المسيطرة عليها عام 2016.
ويوضح أبو منصور، وهو مهندس كهرباء قدم من المغرب إلى إسطنبول ومن ثم عبر منها إلى سوريا، أن أول مهامه كانت مراقبة عمليات العبور للحدود التركية، وأن مهمته كانت تكمن في حماية الحدود بين تركيا وسوريا واستقبال العناصر الجديدة الملتحقة للتنظيم الإرهابي.
لقاء أردوغان
وتحدث أبو منصور، المحتجز حاليا في أحد السجون في العراق، بإسهاب عن طبيعة عمله مع تنظيم داعش والعلاقة بين التنظيم وتركيا، وذلك في مقابلة استغرقت خمس ساعات ونشرت على موقع “هوم لاند سيكيورتي توداي” الأميركي.
وقال أبو منصور أنه التقى بمسؤولين حكوميين في أنقرة قائلا: “كنت أعبر الحدود بكل سهولة. تم تخصيص سيارة لي، وكنت أتنقل برفقة حراسة. كان يرافقني شخصان آخران وكنت أنا قائد الفريق”.
وأضاف أبو منصور أن مسؤولا استخباراتيا ممثلا للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أبلغه عن رغبة أردوغان في الالتقاء به، غير أن هذا اللقاء لم يتم.
اجتماع قبيل الانقلاب
وأشار أبو منصور في تصريحاته إلى اجتماعه بعناصر من المخابرات التركية في العاصمة أنقرة قبيل المحاولة الانقلابية التي وقعت في عام 2016.
في تعليق منه على هذه التصريحات ذكر الكاتب التركي، فاروق مرجان، أن اجتماع معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة سابقًا، برئيس الشؤون الدينية التركية في مقر المخابرات التركية عشية المحاولة الانقلابية، تعد أدلة صريحة على كون المحاولة الانقلابية مدبرة، وأن الخطة كانت تكمن في إخراج المواطنين للشوارع وإراقة الدماء، لتتشكل الصورة المطلوبة لتقديم أحداث 15 يوليو/ تموز وكأنها انقلاب حقيقي.
وأشار مرجان إلى حديث أبو منصور عن كونه المسؤول عن ضمان عبور الآلاف من العناصر الداعشية إلى سوريا وتخصيص المخابرات التركية سيارة له على الحدود في كل مرة دخل فيها إلى تركيا واتفاق التنظيم مع تركيا على فتح معبر لهم، متسائلا عما فعله هؤلاء الأشخاص عشية المحاولة الانقلابية وكم كان عددهم.
جدير بالذكر أن الصحافة التركية تناولت صور تعرُّض جنود أتراك للضرب على يد أناس ملتحين يحملون أسلحة ثقيلة بشوارع إسطنبول وأنقرة عشية المحاولة الانقلابية وصباح اليوم التالي لها.
وكانت الحكومة التركية قد سبق وأن تم اتهامها بنقل أسلحة إلى سوريا بواسطة مخابراتها، ففي 29 من مايو/ أيار عام 2015 أوقفت الشرطة شاحنات تابعة للمخابرات التركية كانت تحمل بداخلها أسلحة ثقيلة وكانت في طريقها إلى سوريا.
وعقب هذه الواقعة وصفت الحكومة التركية عناصر الشرطة الذين أوقفوا الشاحنات بالخونة وحاكمت الصحفي أوغور دوندار لنشره الخبر ليضطر لاحقا إلى مغادرة تركيا.
تركيا تدعم داعش
ومن بين الأنباء التي تحدثت عن دعم تركيا الخفي لتظيم داعش، ما كشفته شركة “تيريوس” الفرنسية، بأنها قامت بتوريد 45 طنا من مادة السوربيتول إلى تركيا.
لكن بحسب الشركة، فقد أثر الشحنة فيما بعد، وفي وقت لاحق تم العثور على هذه المادة في المناطق التي سيطر عليها داعش في سوريا، وبالتالى كانت تركيا تزود بها الجماعات الإرهابية بشكل متعمد.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت أمس النصر النهائي على تنظيم داعش في سوريا، كشفت في وقت سابق أن بحوزتها ما يعد دليلا على دور تركيا في تسهيل عبور “الإرهابيين” من وإلى سوريا.
ونشرت “سوريا الديمقراطية”، المدعومة من واشنطن، صور جواز سفر قالت إنه لأحد مسلحي تنظيم “داعش”، حصل على أختام تؤكد تحركه بحرية من وإلى تركيا، ولمرات عديدة.
واعتبرت ذلك دليلا على تسهيل تركيا دخول وخروج الإرهابيين، الذين تطالب الولايات المتحدة تركيا بمكافحتهم بدلا من دعمهم.
وقالت القوات إن صاحب الجواز جرح في معارك الباغوز، آخر جيوب “داعش” في سوريا، ونقل إلى المستشفى، مشيرة إلى أنه كان دائم التنقل بين إيران وتركيا.