أنقرة (زمان التركية) – وصف مستثمر أجنبي في تركيا العام 2018 بالكابوس، وهدد بالانسحاب من السوق التركية في حال تكرر الاضطراب الاقتصادي الذي شهدته تركيا مطالبا السلطات بتحقيق استقرار مالي.
واجتمع رجال الأعمال في النسخة الثامنة لقمة “ألوداغ” الاقتصادية التي أقامتها مجلتا كابيتال والإيكونوميست هذا العام في مدينة بورصا بمشاركة ألفي شخص، حيث شهدت القمة مناقشة وضع الاقتصاد التركي.
وفي كلمته خلال القمة تطرق تيموثي آش، الخبير الاستراتيجي لشركة BlueBay Asset Management التي تضخّ استثمارات بمليارات الدولارات داخل تركيا على مدار عشرين عاما، إلى أهمية السياسة في تركيا لاستمرارية الاستثمارات.
ووصف آش عام 2018 بالكابوس قائلا: “لا نريد أن نعايش عام 2018 مرة أخرى. يمكننا القول إن عام 2018 كان عاما كابوسيا بالنسبة للمستثمر الأجنبي. يتوجب موازنة الأخطاء السياسية داخل البلاد وتحقيق نموذج دخل جديد. ننتظر سياسية مالية آمنة، فنحن المستثمرين الأجانب لسنا أعداء. إن ربحنا المال فأنتم أيضا ستربحون. نريد استثمار المزيد من الأموال، لكن إن تكرر عام 2018 فنحن لن نستثمر المزيد من الأموال وسنسحب الاستثمارات الموجودة بالفعل. سنسحب الأموال إن تكرر مثل العام الماضي”.
وشدد آش على ضرورة إصلاح تركيا لاقتصادها، مفيدا أن تركيا تشهد أزمة، وأنهم يبحثون عن معايير مثل التطبيع في القضايا المالية والعلاقات الجيدة مع الأسواق الدولية.
هذا ولم يشارك وزير المالية والخزانة، برات ألبيراك، ووزير الزراعة والغابات، بكر باكدميرلي، ووزيرة التجارة، روحصار باكجان، في القمة الاقتصادية على الرغم من إعلان مشاركتهم فيها.
وتشير توقعات سابقة ذكرتها شركة “تي. دي” للأوراق المالية في مذكرة بحثية، إلى أن العام الجاري سيكون الأصعب أمام الليرة التركية، حيث توقع رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة بالشركة، كريستيان ماجيو، أن تفقد الليرة التركية نحو 40% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي بحلول الربع الثالث من العام الحالي، وذلك بالتزامن مع التباطؤ الحاد للنمو الاقتصادي في البلاد.
وتوقع التقرير أن تواصل الليرة التركية هبوطها لتسجل مستوى قياسيا منخفضا عند 8.90 لكل دولار بانخفاض 40% عن المستويات الحالية.
بعد عام 2018 الذي فقدت به الليرة حوالي 30 بالمئة من قيمتها أمام الدولار الأميركي، قالت وكالة “فيتش ريتنغز” للتصنيفات الائتمانية، الجمعة، إنها تتوقع أن ينكمش اقتصاد تركيا هذا العام، بينما تجد البلاد صعوبة في إجراء التعديلات المنقذة.
وفي عام 2018، تعرضت العلاقات التركية الأمريكية إلى ضربة على خلفية إصرار أنقرة على احتجاز القس الأميركي أندرو برونسون وتوجيه اتهمات بشأن الإرهاب، وهي الأزمة التي شهدت انفراجة في وقت لاحق من العام.
وتأتي الخسائر في قيمة الليرة التركية على الرغم من قرار الفيدرالي الأميركي هذا الأسبوع بشأن تقليص توقعات زيادة معدلات الفائدة هذا العام إلى الصفر.
وكانت تركيا تعرضت في أواخر العام الماضي إلى ركود اقتصادي هي الأولى خلال عقد من الزمن.