برلين (زمان التركية) – أعلنت السلطات الهولندية القبض على المشتبه به في إطلاق النار على ترام بمدينة أوتريخت والذي أسفر عن 3 قتلى، بالإضافة إلى إصابة خمسة أشخاص آخرين بالجروح.
وأعلنت الشرطة القبض على المشتبه به، وهو تركي يبلغ من العمر 37 عاما، وقالت إن دوافع المهاجم غير معروفة حتى الآن.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي التركي المعارض الشهير آدم يافوز أرسلان أن عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاهد الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا خلال لقاءاته الجماهيرية قد يكون له تأثير على على المشتبه به في إطلاق النار على ترام بمدينة أوتريخت بهولندا.
وأشار أرسلان إلى أن المشتبه به تركي قد يكون من مؤيدي أردوغان، وتأثر بتصريحاته ضد من سماه “الصليبيون”.
وكان أردوغان قد سبق وعرض لقطات المذبحة خلال لقائه الجماهيري بكل من مدينتي تكرداغ وإزمير، ومن ثم بدأ يكتفى بتجميد اللقطات وعرضها لفترة قصيرة على خلفية الانتقادات التي تعرض لها.
يذكر أن المسؤولين الأتراك يحاولون استثمار الحادث الإرهابي الغاشم في نيوزيلندا في إثارة المشاعر الإسلامية والقومية لتوجيه المواطنين إلى دعم تحالف الجمهور المكون من حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” والحركة “القومية”.
وكان كبير مستشاري الرئيس التركي، محمد مجاهد كوتشوك يلماز، وصف الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا بـ”الإرهاب الصليبي المنظم”، زاعمًا أنه إذا ما اجتمعت العداوة للإسلام والأتراك فإن ذلك يعني عودة الصليبيين مجددًا.
وأضاف مستشار أردوغان: “إذا كان القاتل الصليبي يقول إنه بدون أردوغان سيتراجع تأثير الأتراك، فإنه يجب علينا أن نعرف قيمة أردوغان وندافع عن القدس”، على حد تعبيره.
كما أن حليف أردوغان الانتخابي دولت بهجلي، زعيم الحزب القومي، اقتدى بأردوغان وقال أمس أمام حشد جماهيري: “أيها الصليبيون نحن هنا ننتظركم، فإذا هاجمتم أراضينا سنغرقكم بدمائكم. ذلك الإرهابي الهمجي قام بقتل إخواننا المسلمين بدم باردة، ولذا لا بد من بقاء تركيا حائطاً أمام آمال هؤلاء الصليبيين. لذا فإن الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا في نهاية هذا الشهر تحمل أهمية كبيرة من هذه الزاوية”.
وقال أرسلان تعليقًا على مواقف المسؤولين وزعماء الأحزاب الأتراك: “بينما العالم كله، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، حاول رفع فيديو الهجوم الإرهابي على المسجدين للحد من انتشار الكراهية، نجد أردوغان يعرض هذه المشاهد البشعة أمام مناصريه، ولم يهدف من ذلك إلا ازدياد كراهية المسلمين ضد الغرب وما سماه الصليبيين.
وأكد أرسلان أن أردوغان الذي حاول باستغلال هذه الحادثة من أجل الحصول على مزيد من الأصوات قد أظهر عدم احترامه لمشاعر ذوي ضحايا الحادث الإرهابي وقال: “هل يرغب أحد في عرض مقتل أقاربه على الناس عبر شاشات عملاقة في سبيل الفوز بالانتخابات؟”
وشدد أرسلان أن الإرهابي الذي قتل 50 مسلمًا بريئًا في المسجد كان هدفه الأساسي انتشار ما سجله من مشاهد القتل للعالم، وأردوغان خدم الإرهابي بهذه الطريقة.
ونبه أرسلان أن تصريحات أردوغان المعادية قد تؤدي إلى مزيد من الأعمال الإرهابية في أوروبا.
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال كليجدار أوغلو، قال على قناة (NTV) التركية أيضًا إن أردوغان يخدم الإرهاب من خلال عرض مشاهد المذبحة التي شهدتها نيوزيلندا خلال لقاءاته الجماهيرية، وإنه يخدم أهداف المهاجم الإرهابي الذي سجل هجومه على المسلمين، ثم خاطب أردوغان قائلاً: “إن كنت تتلذذ من هذه المشاهد فلتعرضها لأسرتك داخل القصر على مدار الساعة”.