أنقرة (زمان التركية) – ألقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كلمة بمناسبة الذكرى الـ104 على انتصار حملة الدردنيل أو معركة جناق قلعة في الثامن عشر من مارس/ آذار 1915.
وأشار أردوغان في كلمته إلى الهجوم الدموي الذي استهدف جامعين في نيوزيلندا وأودى بحياة 50 شخصًا.
وخلال الكلمة أدلى أردوغان بتصريحات عنيفة بشأن العقلية التي وصفها بـ”البقايا الصليبية” في الغرب، حيث قال أردوغان: “أجدادكم أتوا إلى هنا. بعضهم عادوا على أقدامهم والبعض الآخر عادوا داخل توابيت. إن كنتم ستأتون مرة أخرى عاقدين النية عينها فنحن في انتظاركم، وسنستقبلكم مثلما استقبلنا أجدادكم. سنظل هنا حتى قيام الساعة، ولن تتمكنوا من تحويل إسطنبول إلى القسطنطينية. لن نتردد في تحويل بحر وأرض جناق قلعة إلى مقبرة لهؤلاء الأعداء مثلما فعلنا قبل 104 سنة”.
وأضاف أردوغان أن الغرب يواصل اختبار صبر وعزم تركيا رغم انقضاء قرن من الزمان قائلاً: “يختبروننا بالرسالة التي بعثوها لنا في نيوزيلندا التي تبعد 16 ألف و500 كيلومتر عن تركيا. نقول لهم تلقينا رسالتكم واستوعبناها وأدركنا أن حقدكم وكراهيتكم لا تزال حية قائمة… وها نحن موجودون هنا، نحن في جناق قلعة”.
يذكر أن أردوغان يستمر في عرض لقطات الهجوم الدموي الذي شهدته نيوزيلندا خلال اللقاءات الجماهيرية في مسعى لإثارة المشاعر الإسلامية والقومية لتوجيه المواطنين إلى دعم تحالف الجمهور المكون من حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” والحركة “القومية”.
وكان كبير مستشاري الرئيس التركي، محمد مجاهد كوتشوك يلماز، وصف الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا بـ”الإرهاب الصليبي المنظم”، زاعمًا أنه إذا ما اجتمعت العداوة للإسلام والأتراك فإن ذلك يعني عودة الصليبيين مجددًا.
وأضاف مستشار أردوغان: “إذا كان القاتل الصليبي يقول إنه بدون أردوغان سيتراجع تأثير الأتراك، فإنه يجب علينا أن نعرف قيمة أردوغان وندافع عن القدس”، على حد تعبيره.
معركة جناق قلعة هي حملة عسكرية شنتها قوات بريطانية وفرنسية مشتركة خلال الحرب العالمية الأولى بهدف احتلال العاصمة العثمانية إسطنبول، دارت معارك الحملة في شبه الجزيرة جاليبولي على مضيق الدردنيل عام 1915، باءت جهود الحملة بالفشل وقتل ما قُدّر عدده بحوالي 55 ألف جندي من قوات التحالف (بريطانيا، أستراليا، نيوزيلندا، فرنسا) وحوالي 90 ألف جندي عثماني ومئات الآلاف من الجرحى من الطرفين.
تُعرف هذه المعركة في تركيا باسم چنق قلعة كونها وقعت في منطقة چنق قلعة.
وفي بريطانيا، تسمى بمعركة مضيق الدردنيل.
كانت المعركة تهدف إلى غزو إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية ومن ثم الدخول إلى الجزء الشمالي الشرقي من تركيا لمساندة روسيا ضد القوات الألمانية، حيث طلبت روسيا من فرنسا وبريطانيا مساعدتها ضد القوات الألمانية في الجانب الشرقي بعد أن تكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة أمام الألمان. والمعركة هي نصر للعسكرية العثمانية حتى يومنا هذا، وكانت خيبة أمل وهزيمة في سجل الجيش البريطاني.