القاهرة (زمان التركية) – في القرن الخامس قبل الميلاد، قام المؤرخ اليوناني هيرودوت بزيارة مصر وكتب عن قوارب نهرية غير عادية في النيل، وخصص 23 سطرًا في كتابه حتى يصف بشكل “معقد” كيف يبني المصريون القدماء القارب “باريس”.
ولعدة قرون، تجادل العلماء بشأن رواية هيرودوت الخاصة ببناء قارب “باريس”، ذلك القارب المخصص للشحن عبر النيل.
وقال العلماء حينها إن رواية هيرودوت في كتابه خلت من أي دليل “مادي أثري”، أي ليس هناك وجود حقيقي لمثل هذه السفن والقوارب على الإطلاق.
إلا أن أحد فرق البحث عثر على الدليل مؤخراً، بعدما توصلت جامعة أكسفورد إلى حطام “محفوظ بعناية تامة” في المياه المحيطة بمدينة هرقليون المصرية الغارقة عن مدى دقة المؤرخ، بحسب ما نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية.
ومدينة هرقليون (باليونانية) أو ثونيس (بالمصرية القديمة) تقع على عمق نحو 10 أمتار تحت سطح الماء بالقرب من شاطئ أبو قير في محافظة الإسكندرية.
وكان الإسكندر المقدوني سببا في إغراق المدينة المصرية القديمة، بعدما أسس مدينة الإسكندرية لتكون الميناء الرئيس إلى اليونان.
وتعليقاً على هذا الاكتشاف، قال الدكتور داميان روبنسون، مدير مركز الآثار البحرية بجامعة أكسفورد: “باكتشاف هذا الحطام، أدركنا أن هيرودوت على صواب. ما وصفه هيرودوت هو ما كنا ننظر إليه”.
وأضاف أنه وفي عام 450 قبل الميلاد، شهد هيرودوت بناء القارب “باريس” التي قام عمال البناء بإنشائه من خلال تقطيع ألواح خشبية بطول 100 سم ووضعها فوق بعضها كالطوب”.
وتابع: “أنهم أضافوا على قطع الخشب القوية والطويلة، ألواحًا بنفس الطول. ثم مدوا جزعا فوق هذه القطع والألواح … وحشروا التشققات من الداخل ببرديات”.
وأوضح روبنسون أن العلماء السابقين “ارتكبوا بعض الأخطاء” وهم يحاولون تفسير نص هيرودوت الذي خلا من أية أدلة أثرية.
لكنه برر عدم تصديق العلماء قديما لرواية هيرودوت، قائلا: “إن السفينة “باريس” كانت بمثابة قطعة غامضة بالنسبة لهم. لقد ناقش العلماء بالضبط ما يعنيه ذلك طالما كنا نفكر في القوارب بهذه الطريقة العلمية”، بحسب الخبر الذي نشره “سكاي نيوز العربية”