إسطنبول (زمان التركية) – شهدت مدينة كرايست تشيرش النيوزلندية، اليوم الجمعة، هجومين إرهابيين استهدف أحدهما مسجدًا بشارع دينز والثاني مسجدًا بشارع لينوود، مما أسفر عن مقتل 40 شخصًا، إلى جانب عشرات المصابين.
ومن المثير أن منفذ الهجوم بثّ مقطعا مباشرا صادما عبر تقنية “لايف فيسبوك” يوثق العملية من بدايتها إلى نهايتها، سجله بواسطة كاميرا “غو برو” ثبتت على جسمه.
وتكشف لقطات الفيديو لحظة دخول الإرهابي إلى المسجد، حيث شرع في إطلاق الرصاص بشكل عشوائي من بندقية على عدد من المصلين،وواصل إطلاق النار حتى على المصابين الذين تكوموا على أرضية المسجد.
وقالت شرطة نيوزيلندا إن الهجوم الإرهابي وقع أثناء صلاة الجمعة، مطالبة في بيان رسمي من وسائل الإعلام بعدم نشر الفيديو المخيف، كما أعلنت اعتقال 4 أشخاص على صلة بالحادث.
بينما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني في نيوزيلندا قوله إنه “تم احتجاز 3 رجال وامرأة على خلفية الهجوم.. وتم العثور على متفجرات مثبتة في مركبات اعترضتها الشرطة”.
وقد نشر برينتون تارانت، مُنفذ هجوم المسجدين في نيوزيلندا، بياناً شرح فيه دوافع عمله الإرهابي، وضمّنه تحذيراً للأتراك، من مغبة ما سماه محاولة “استيطان الأراضي الأوروبية”.
وخاطب الإرهابي الأتراك قائلاً: “يمكنكم العيش في سلام في أراضيكم.. في الضفة الشرقية للبوسفور، لكن إذا حاولتم العيش في الأراضي الأوروبية، في أيّ مكان غربي البوسفور، سنقتلكم وسنطردكم أنتم الصراصير من أراضينا.. نحن قادمون إلى القسطنطينية وسنهدم كل المساجد والمآذن في المدينة. آيا صوفيا ستتحرر من المآذن وستكون القسطنطينية بحق ملكا مسيحيا من جديد. ارحلوا إلى أراضيكم طالما لا تزال لديكم الفرصة لذلك”، على حد قوله.
من جهتها ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، أنّ منفذ الهجوم كتب عبارات عنصرية على سلاحه هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك، حسب ما أظهر مقطع الفيديو الذي بثه بنفسه عبر الإنترنت، حيث كتب على سلاحه “Turcofagos”، وتعني بالعربية “التركي الفج”، وكذلك: “1683 فيينا” في إشارة إلى تاريخ معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ووضعت حدا لتوسعها في أوروبا.
من جانبه، أدان الرئيس رجب طيب أردوغان الهجوم الدامي، معتبرًا إياه دليلاً على تصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا، حيث قال في تغريدة على حسابه في تويتر: “بالنيابة عن بلدي، أقدم تعازي للعالم الإسلامي وشعب نيوزيلندا الذين استهدفهم ذلك العمل المقيت، وهو آخر مثال على تصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا”. بينما قال المتحدث باسمه إبراهيم كالين عبر تويتر أيضًا: “ندين بشدة الهجوم الإرهابي النازي في كرايست تشيرش ورحم الله من ماتوا اليوم. هذا الهجوم الجبان يبين كيف أن الخطاب المعادي للمسلمين والكراهية يؤديان إلى القتل حيث ينبغي على العالم أن يكسر صمته عن الكراهية والإسلاموفوبيا”، على حد تعبيره.
كما ندّد الأزهر الشريف في القاهرة بالهجوم ووصفه بأنه “هجوم إرهابي مروع”، محذرًا من أن ما حدث “يشكل مؤشرا خطيرا على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا”.