القاهرة (زمان التركية)- تعد القارة السمراء من أقدم قارات العالم وتتميز بمساحاتها الشاسعة، وتنوع اقتصاداتها، ووفرة الأراضي الخصبة القابلة للزراعة فيها بكثافة، بما يؤهلها لأن تكون سلة الغذاء في العالم، والأمر فقط يحتاج إلى إدارة سياسية سليمة، ورؤية مستقبلية مشتركة للنهوض بها.
في هذا الصدد حاول الكاتب الصحفي المصري المتخصص في الشأن الأفريقي “نبيل نجم الدين” إلقاء الضوء على أهمية دور الدولة المصرية التي تترأس حالياً منظمة الاتحاد الأفريقي في النهوض بالقارة، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة النيل المصرية.
أشار الكاتب في بداية حديثه إلى أهمية الدور الذي تلعبه منظمة الاتحاد الأفريقي باعتبارها كيانا سياسيا مشتركا يعمل على تعزيز العلاقات بين الدول الأفريقية لمواجهة التحديات التي تواجه دول القارة.
وذكر الأستاذ نجم الدين أن منظمة الاتحاد الأفريقي تأسست في يوليو / تموز عام 2002 وتعتبر امتدادا لمنظمة “الوحدة الأفريقية” المشكلة في منتصف القرن الماضي. ولفت إلى أن 55 دولة أفريقية تشارك في المنظمة وأن أبرز أهدفها هو النهوض بدول القارة المستنزف ثرواتها من قِبل الاحتلال الأوربي والأمريكي الذي استمر عقودا متتالية ولا يزال سكان القارة يعانون من نتائجه حتى الآن.
وأردف الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية أيضا بقوله: “تولِّي مصر هذا العام رئاسة منظمة الاتحاد الأفريقي يمكن أن يكون فرصة ذهبية في النهوض بالدولة المصرية مع شقياقتها الأخرى على الصعيدين المحلي والإقليمي، من خلال تشجيع المستثمرين المصريين على توجيه استثماراتهم إلى الدول الأفريقية، علاوة على وجود حل بديل للحكومة المصرية لاستخدام ما لديها من كوادر متعلمة شابة، ومكافحة البطالة من خلال فتح أسواق عمل جديدة لهم بالدول الأفريقية المتعطشة لتلك الكوادر.
وأضاف الكاتب المصري أن هذا ليس صعب المنال خاصة إذا علمنا أن الشعوب الأفريقية تعرف القيمة الحقيقية لمصر وشعبها وترحب بكل ما هو آت منها.
كما أوضح أن تحقيق النهوض الأفريقي يمكن أن يحدث من خلال تعاون حقيقي وجدي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وباقي رؤساء الدول الأعضاء، وإنشاء مؤسسات تنفيذية داخل المنظمة والإشراف عليها من قبل جهات مختصة.
وأكد نجم الدين أيضاً على ضرورة زرع الحس الأفريقي في قلوب الأجيال الصاعدة من خلال إدراج دروس ومناهج خاصة أإفريقيا خلال مراحل التعليم المختلفة.
وفيما يتعلق بتمويل المنظمة تبنى الكاتب فكرة تكوين رابطة من مثقفي أفريقيا تطالب بالتعويض المادي بمبلغ تريليون دولار من الدول التي استعمرت ونهبت خيرات أفريقيا لعقود طويلة، تعويضاً منها لدول القارة التي أضاعت عليها ما أسماه “بالفرص البديلة” التي كانت من الممكن أن تضع القارة السمراء في صورة مختلفة عن التي هي عليها الآن.